الفرقة السيمفونية تفتتح مسرح المركز الوطني للفنون البصرية بحوار مع اللوحة والسينما

وزارة الإعلام

 

حوارية لافتة بين الموسيقا واللوحة والسينما كانت عنوانا لافتتاح المسرح الخاص بالمركز الوطني للفنون البصرية بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وقيادة المايسترو ميساك باغبودريان الذي مزج أعضاء فرقته بين مقطوعات الموسيقار موديست بتروفيتش موسورسكي ولوحات الفنان إلهانز هارتمان جنباً إلى جنب مع فيلم الرسوم المتحركة في محاولة جريئة لتكوين ما يشبه واحدا من عروض البيرفورمانس عرض بصري النادرة في سورية.
افتتاحية هذا العرض البصري الموسيقي التشكيلي الذي جمع حشدا كبيراً من الجمهور الليلة الماضية في مسرح المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق كان مع مقطوعة ليلة على جبل أجرد لمؤلفها الموسيقار الروسي الكبير م. موسورسكي وتوزيع ن.ريمسكي كورساكوف حيث تآلفت مقطوعة واحد من أعظم مؤلفي الموسيقا القومية الروسية مع فيلم فانتازيا لمخرجه ومنتجه الشهير الأمريكي والت ديزني.
مقطوعة صور من معرض التي كتبها موسورسكي للبيانو مستلهماً إياها من لوحات صديقه الفنان إلهانز هارتمان الذي دعاه لحضور معرضه التشكيلي بينما قام موريس رافيل بتوزيعها عبر فقرات عشر لعشر لوحات عنونها العبقري الروسي على النحو الآتي نسبة إلى أعمال صديقه التشكيلي مقطعاً بينها بجولات موسيقية جاءت على النحو الآتي..
..الأقزام و القلعة القديمة ونزاع الأطفال بعد اللعب والعربة والدجاج ورقصة الباليه والمرابي والفقير والسوق.. 1والمدافن الرومانية وبابا ياغا و الساحرة العجوز و بوابة كييف العظيمة .
مقطوعات المؤلف الروسي الذي يعتبر أحد الموسيقيين الخمسة الروس الكبار المعروفة باسم جماعة الخمسة الذين أسسوا المدرسة القومية الروسية تركت أثراً كبيراً في جمهور مسرح المركز الوطني للفنون البصرية والذي رد بعاصفة من التصفيق تحية للفرقة السيمفونية الوطنية التي قامت بأداء هذه المؤلفات بحرفية عالية منسجمةً مع روح العمل التشكيلي والفيلمي حيث كان لقائد الفرقة دور كبير في إدارة جوقة النحاسيات والوتريات فضلاً عن الآلات الإيقاعية للوصول إلى أداء جماعي توازعه أعضاء الفرقة بحساسية لافتة.
بهذا الصدد قال الدكتور غياث الأخرس مدير المركز الوطني للفنون البصرية في تصريح لسانا الثقافية ان المركز لا يقتصر على كونه صالات عرض لوحات وأعمال تشكيلية بل لديه العديد من الأنشطة التي سيقدمها تباعاً سواء من خلال ورشات للفنانين الشباب أو لقاءات ثقافية وفنية دورية مشيراً الى أن مسرح المركز سيحتضن العديد من الفعاليات الموسيقية والمسرحية والسينمائية إضافةً للأنشطة الثقافية من قراءات شعرية وعروض بصرية متعددة الوسائط تهدف إلى أن يكون هذا المركز الفريد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط مساحة بارزة في تكريس أنماط جديدة من العروض الفنية ذات الصبغة الحداثية المعاصرة والتي تمتلك جرأة وشجاعة في الطرح والشكل على حد سواء.
وأضاف الأخرس “صحيح أننا في حالة حرب لكن الثقافة هي من أهم العوامل التي تجمع الناس” موجهاً دعوته إلى الجمهور الذي احتشد في مسرح المركز لحضور فعاليات قادمة على خشبته معللاً تفضيله لفعاليات موسيقية لتدشين المركز فقال..” أعتقد أن الموسيقا لا تخضع كمثل الفنون الأخرى لشروط السوق والعرض والطلب والاستهلاك أو البيع والشراء لذلك ركزنا في نشاطنا هذا لتكون الفرقة السيمفونية الوطنية بأدائها الراقي وقيادة الموسيقار ميساك باغبودريان في واجهة فعالياتنا التي افتتحتها الموسيقا مع عروض الفيديو واللوحة التشكيلية”.
بدوره قال المايسترو ميساك باغبودريان ان اختياره لمقطوعة ليلة على جبل أجرد لموسورسكي جاء لأنها” تمثل قصة خروج الأرواح الشريرة وانتشارها على الكرة الأرضية لتنتهي مع بزوغ الصباح وجلجلة صوت الأجراس لتختفي هذه الأرواح الشريرة ويعود السلام إلى الكوكب تماماً كما يحدث اليوم في سورية التي تعيش ليلة ظلماء تعيث فيها الأرواح الشريرة من قوى الإرهاب الدولي خراباً وقتلاً وتدميراً وحقداً لكن لا بد أن السلام سيعم مع صوت الأجراس التي تبشر بالنصر والمحبة لبلدنا وسنصلي جميعاً قريباً مع بعضنا البعض”.
وأوضح باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية أن اختيار برنامج الحفل جاء ارتباطاً بمكان العرض في مسرح المركز الوطني للفنون البصرية ولهذا قدمنا مقطوعة صور من معرض لموسورسكي متمنياً أن يكون هذا بداية لخطوة نحو أعمال موسيقية وتشكيلية مشتركة كوننا كنا في حوارية بين اللوحة والموسيقا على طول فترة الحفل فارتباط الفنون مع بعضها أمر مهم للغاية يعطي أبعاداً جديدة للعمل التشكيلي والموسيقي في آنٍ معاً فيتماهى فيه اللون مع المقطوعة في علاقات ودلالات خلاقة للغاية.
وعن اقتراب الحفل الموسيقي التشكيلي الفيديوي من مفهوم البيرفورمانس أو العرض البصري قال باغبودريان..”هي محاولات أردنا عبرها أن نقترب من عرض فني شامل حيث اعتمدنا على مقطوعة ليلة على جبل اجرد لـ موسورسكي التي أعاد توزيعها الموسيقارستوفسكي كي تتناسب مع فيلم فانتازيا لمخرجها ومنتجها والت ديزني الذي حققه عام 1940″.
يذكر أن المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق افتتح نهاية تشرين الثاني من العام الماضي ويعد من أكبر وأحدث مركز تخصصي في الشرق الأوسط حيث يضم صالات عرض بمساحة 1300 متر مربع وقاعة ورشات عمل بمساحة 900 متر مربع في الطابق السفلي من الصالة يقام فيها مختلف أنواع الورشات الفنية من نحت وحفر وتصوير زيتي وفوتوغرافي وفن البصريات إذ صمم المركز وفقاً للشروط الدولية المتعارف عليها في صالات العروض الوطنية الكبرى إضافة لمؤهلاتها التقنية من أجهزة الحماية والإنذار والحريق والإطفاء.

2016-06-07