الموسيقار حسين نازك : العمل الموسيقي الإبداعي هو وحده القادر على الانتقال من جيل إلى جيل

وزارة الإعلام


التزم الموسيقار حسين نازك منذ بداية مشواره الفني بقضايا الوطن والإنسان فعبر عنها من خلال اعمال موسيقية وغنائية تنتمي للوطن والمقاومة والتراث من خلال فرقتي العاشقين وزنوبيا وغيرهما كما كان للطفل نصيب كبير من نتاجه الموسيقي المميز من خلال تأليفه موسيقا مسلسل الأطفال الشهير افتح يا سمسم في جزئه الأول والثاني وعودته إليه في الجزء الخامس مؤخراً والعديد من برامج الأطفال آخرها فيلم كرتوني ياباني عن ابن بطوطة.

عن مشروعه الفني الملتزم وآخر ما يقوم على إنجازه في إحياء التراث الفلسطيني الفلكلوري يقول الموسيقار نازك في حديث لـ سانا: “فكرة هذا المشروع كانت لدي منذ زمن وكل ما كنت أقدمه من خلال فرقة العاشقين كان مصدره التراث الفلسطيني الذي كنت ابحث عنه واجمعه من مصادر متنوعة ما ولد لدي هاجس جمع هذا التراث في مكتبة موسيقية واحدة لحفظه من الضياع والتشويه خصوصاً أن من حملوه في ذاكرتهم بعد اللجوء والشتات يغادرون الحياة بحكم تقدمهم في السن”.

وبين نازك أن مشروع إحياء التراث الفلسطيني الذي دعمته اللجنة العربية للتربية والثقافة والعلوم ونظيرتها الفلسطينية يقسم إلى ثلاثة أنواع هي موروث المدينة والبادية والريف ولكل منها خصوصيته حسب الجغرافيا التي ينتمي اليها لافتا إلى ان اهمية المشروع تكمن في إيجاد مكتبة وطنية تحفظ التراث الموسيقي والغنائي الفلسطيني لكل الدارسين والمهتمين وللاجيال القادمة لتكون مرجعا لهم وزاداً للمستقبل.

ويضيف نازك إن وزارة الإعلام قدمت كل التسهيلات لانجاح المشروع وفتحت أرشيف الإذاعة والتلفزيون السوريين للاستفادة من مواده في تجميع مكتبة  المشروع والرجوع للمصادر الأصلية لترميم وتصحيح أي مادة مرئية او مسموعة يراد حفظها ضمن المشروع مشيرا إلى أن أهم مرحلة يحتاجها المشروع لأرشفتها هي الفترة الممتدة بين عامي 1948 و 1965 أي بعد النكبة وقبل العمل الفدائي المسلح حيث صار هناك عمل فني يرافق العمل الثوري الفلسطيني.

ويلفت إلى أنه تم تقسيم التراث الفلسطيني ضمن المشروع إلى ثلاث مراحل أولها مرحلة الموروث في أرض فلسطين قبل النكبة على تنوعه بين البادية والمدينة والريف ومن ثم مرحلة ما بين النكبة وبداية العمل الفدائي المسلح والمرحلة الثالثة ما بعد عام 1965 وحتى اليوم.

ويقول نازك: “انطلق مشروع إحياء التراث الفلسطيني عام 2015 واليوم وصل عدد المواد المجمعة ضمن المشروع إلى 345 مادة مرئية ومسموعة يتم جمعها وترميمها وإصلاحها من المصادر القديمة التي كانت معتمدة في الاذاعات والتلفزيونات في الماضي ثم تحفظ رقميا بأحسن شروط تقنية وفنية ضمن مكتبة المشروع مع ترميم المواد المشوهة تقنيا أو موسيقيا بإعادة تسجيل بعض المقاطع الموسيقية من قبل عازفين في الاستديو وإضافتها إلى المادة”.

ويتابع نازك.. “كما وصلنا إلى 283 مادة مطبوعة وهي نصوص الأغاني كما وردت من المصدر الأساسي مع ترميم الكلمات المغلوطة أو المشوهة” مبيناً أن المشروع مستمر ويمكن أن يتطور مع الوقت.

ويوضح مؤلف الموسيقا التصويرية لمسلسل الزباء أن مشروعه الفني كان منذ البداية يزاوج بين ما يريد تقديمه من أغنية وطنية فلسطينية مقاومة من خلال فرقتي العاشقين واشبال التحرير كعمل فني التزم به في مشواره الفني وبين تقديم اعمال موسيقية فنية هادفة عبر الموسيقا التصويرية للدراما أو لبرامج الأطفال والذي كان يحقق له المردود المادي ويعينه على الاستمرار في مشروعه الفني الملتزم.

ويؤكد الموسيقار نازك أنه لم يقدم طيلة مشواره الفني أي تنازلات عن مبادئه الفنية الملتزمة سعياً وراء مجد فني او مردود مادي ولم يلحن أغاني تجارية مبيناً أن ما قدمه خلال مشواره الفني هو نتاج مرض بالنسبة له على الصعيد الفني.

وعن واقع الأغنية السورية اليوم يقول نازك.. “بات اللون الريفي هو الطاغي حالياً في نوع من الاستسهال الفني بدلا من العمل في قوالب فنية أخرى في بلد صدر عبر التاريخ مبدعين في مختلف صنوف الموسيقا والغناء” معتبرا أن الاستسهال دخل أيضا إلى الموسيقا التصويرية التي تقدم عبر الدراما السورية.
ويؤكد نازك ضرورة الابتعاد عن العمل التجاري لتطوير الأغنية السورية وينصح الملحنين الشباب بان يتعاملوا مع عملهم الإبداعي على أنه عمل خالد يستحق الجهد وتقديم الجديد وعدم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في توليد موسيقا لا تنبع من روح مبدعها ويقول.. “التراث الموسيقي والغنائي لمنطقة سورية الطبيعية هو ذاته ولا يمكن التفريق بينه مع خصوصية أي منتج موسيقي وغنائي في كل مدينة بهذه المنطقة التي جزأتها اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية”.

ويعبر نازك عن تفاؤله بمستقبل الاغنية والموسيقا في سورية والأغنية الوطنية والمقاومة ويوضح “ما يعيش في ذاكرة الإنسان هو العمل الموسيقي والغنائي الذي يلامس وجدانه ويدخل إلى عقله وروحه والقادر وحده على الانتقال من جيل إلى جيل”.
ويقول ملحن أغاني مسلسل عز الدين القسام: “هناك بعض الأغاني الوطنية الجيدة والمتطورة حالياً لكن هنالك حالة من عدم الوعي لأهمية هذه الأغنية كوثيقة وذاكرة للشعوب كما أغنية “من سجن عكا طلعت جنازة” التي ما زالت حاضرة حتى اليوم رغم انها انجزت عام 1929.
والموسيقار حسين نازك ملحن وموزع موسيقي من مواليد مدينة القدس سنة 1942 ومقيم في سورية منذ عام 1969 وحتى الآن ومؤسس لفرقتي العاشقين الفلسطينية وزنوبيا.. وضع موسيقا وألحان الكثير من المسلسلات والبرامج التلفزيونية إلى جانب موسيقا وألحان حفلات الافتتاح لأربع دورات رياضية كبرى منها الدورة العربية الخامسة 1976 ولوحة من حفل افتتاح دورة المتوسط 1987 وألف موسيقا عشرين مسرحية للمسرح القومي السوري والوطني الفلسطيني وفرق أخرى وموسيقا ل 85 فيلماً روائياً وتسجيليا.
ونال نازك عدة جوائز عن أعماله الموسيقية منها الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي لنشيد وطني “بلاد العرب أوطاني” وجائزة أفضل استخدام موسيقي للتراث العربي من مهرجان قرطاج 1980 وجائزتين ذهبيتين من اليابان لأفضل عرض موسيقي ياباني.

2016-02-29