باتروشيف: الحفاظ على أوكرانيا كدولة ليس جزءاً من خطط واشنطن
أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن الحفاظ على أوكرانيا كدولة ليس جزءاً من خطط الإدارة الأمريكية.

وقال باتروشيف في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية: إن أوكرانيا “ضرورية للولايات المتحدة فقط كهدف للاستغلال بلا رحمة للموارد الطبيعية الموجودة، دون أي اعتبار للسكان”، مضيفاً: إنه “باتباع مثل هذا التوجه النازي الجديد، حولت واشنطن بالفعل أوكرانيا إلى منطقة يغادرها ملايين الأشخاص، طالبين الحماية في الخارج من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والقمع المؤيد للفاشية”.

وتابع باتروشيف: إن “30 عاما من الاضطرابات التي نظمتها واشنطن في أوكرانيا أدت إلى خفض عدد السكان إلى النصف، واليوم يذهب البيت الأبيض بسهولة لمواصلة الحرب مع روسيا حتى آخر أوكراني”.

من جهة ثانية أشار باتروشيف إلى أن حلف “الناتو” نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وعزز تدريب وحداته، وحدث البنية التحتية العسكرية بالقرب من روسيا.

وأوضح باتروشيف أنه “وفقا لخططه، يشدد الغرب باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلادنا، وقد نشر الناتو وحدات عسكرية إضافية في دول أوروبا الشرقية ويتمركز حوالي 60 ألف جندي أمريكي في المنطقة”، لافتاً إلى أن الغرب يستخدم الآن ضد روسيا وبنشاط المنظمات الإرهابية والمتطرفة بنفس الطريقة التي استخدمها في التسعينيات شمال القوقاز.

وبين سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي أن “المخابرات الغربية تقوم بتدريب الإرهابيين والمخربين لارتكاب جرائم على أراضي بلادنا، على أمل بث الخوف في نفوس سكان روسيا، لتقويض الأسس الدستورية لدولتنا”.

وشدد باتروشيف على أن الغرب حجب أصول روسيا بنفس الطريقة التي استولت بها إنكلترا بشكل غير رسمي على ذهب الإمبراطورية الروسية قبل 100 عام، وقال: “عند مصادرة الأصول المالية لروسيا، استخدم الأنغلوساكسون أنماطا اختبرتها إنكلترا في عشرينيات القرن الماضي، عندما اختلست لندن بلا خجل احتياطيات الذهب في الإمبراطورية الروسية”.

وبعد بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، فرضت الدول الغربية عدداً من العقوبات الصارمة ضد روسيا، بما في ذلك تجميد حوالي نصف احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي أي حوالي 300 مليار دولار.

ولفت باتروشيف الى أن الغرب في بياناته، يعترف فعليا بأنه لا يمكنه أن يستغني عن الموارد الطبيعية الروسية، والتي يزعم أنها تمتلكها بشكل غير عادل.

وأوضح باتروشيف أن “الولايات المتحدة وعملاءها الأوروبيين دون أي تردد، يسمحون لأنفسهم من منصات المنظمات الدولية بالترويج لأفكار حول استخدام موارد المياه الروسية من قبل جميع دول الكوكب.. إنهم يتلاعبون بلا خجل بالبيانات التي يزعم أنها تحتوي على مياه عذبة في روسيا لا علاقة لها بالسكان والنشاط الاقتصادي للبلاد”، مؤكداً أنه “بمثل هذه التصريحات، يعترف الغرب بالفعل بأنه لا يمكنه الاستغناء عن الموارد الطبيعية لروسيا”.

ونصح باتروشيف الغرب بعدم إبعاد روسيا عنه بالعقوبات، بل التعاون مع موسكو في العلوم كمخاطر الكوارث الطبيعية التي تهدد جزءاً كبيراً من الأرض.

وقال: إن “مشكلة حماية السكان والبنية التحتية الاقتصادية من القوة التدميرية للبراكين تتطلب تطوير البحث العلمي في مجال علم البراكين… والدول الغربية التي تزيد بهوس عدد العقوبات ينبغي عليها ألا تفصل نفسها عن روسيا بهذه العقوبات، بل يجب أن تستمر بالتعاون في المجال العلمي، بما في ذلك الجيولوجيا.. يجب أن تصبح البحوث والإنجازات لصالح التقدم وإنقاذ حياة الناس، ملكا للبشرية جمعاء”.

ورأى باتروشيف أن “أسطورة الحلم الأمريكي سيئ السمعة تبددت اليوم حيث انزلقت الولايات المتحدة حرفيا إلى العصور الوسطى من خلال الصمت على اعتداءات المتطرفين والاضطهاد المكثف لممثلي وسائل الإعلام فيها”.
2023-05-03