إقبال على زراعة الخضار الباكورية في ريف الحسكة الجنوبي والفلاحون يطالبون بدعمها
انتشرت زراعة الخضار الباكورية في ريف الحسكة ولاسيما الجنوبي خلال السنوات الماضية، وأصبحت مشاريع زراعية أساسية لتأمين دخل اقتصادي لغالبية المزارعين في المنطقة، إضافة إلى المحاصيل الأساسية.

المهندس الزراعي محمد العلي من أهالي قرية قانا جنوب الحسكة أوضح أن الغالبية من فلاحي الريف الجنوبي يعتمدون على زراعة الخضار الباكورية لأنها تشكل مصدراً اقتصادياً لهم، وتسهم بتأمين قسم كبير من حاجة السوق المحلية وتخفض أسعارها، مشيراً إلى وجود نحو 4000 دونم في المنطقة غالبيتها مزروعة بمحاصيل البندورة والخيار والبطيخ، ولكن المزارعين يعانون حالياً من التقلبات المناخية والانخفاض الكبير لدرجات الحرارة، داعياً إلى تقديم الدعم لهذه الزراعات، وخاصة ما يتعلق بموضوع الأسمدة.

من جانبه المهندس الزراعي عبد الرحمن المحيمد أعاد سبب اللجوء لزراعة الخضار الباكورية إلى الجفاف الذي شهدته المنطقة التي تعتمد أساساً على الزراعة البعلية، واختلاط أصناف البذار الموجودة، وخاصة الشعير وهي بذار ذات إنتاجية متدنية، لذلك لا بد من إيجاد بديل زراعي آخر لتأمين دخل ثابت للأهالي الذين يعتمدون على الزراعة بشكل أساسي.

وأشار المحيمد إلى توسع الزراعة الباكورية في المنطقة عبر الأنفاق المنخفضة والبيوت البلاستيكية، والتي تحتاج إلى دعم، ولا سيما أن تكاليف إنتاجها مرتفعة، كونها تتبع أسلوب الري الحديث لترشيد استهلاك المياه وتقليله إلى أقل مستوى في منطقة تعاني أساساً من الجفاف، ولا مجال لزراعات تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.

ومن مديرية زراعة الحسكة ذكر رئيس دائرة الإنتاج النباتي المهندس جلال بلال أن زراعة الخضار الباكورية تم إدخالها إلى المنطقة عن طريق تنفيذ مشاريع مع منظمة الأغذية والزراعة الأممية “الفاو” على نطاق ضيق، وبعد نجاح التجربة لجأ الكثير من مزارعي الريف الجنوبي للاعتماد عليها لما تحققه من دخل اقتصادي جيد، وخاصة أن غالبية الخضار تأتي من خارج المحافظة، معتبراً أن المساحات التي تشغلها قليلة جداً، وليس لها أي تأثير على الزراعات الأخرى وخاصة الاستراتيجية.
2023-02-20