جهود لإعادة تأهيل البنك الوراثي في مركز إيكاردا لاستعادة 130 ألف عينة بذور من أصول وراثية عالمية
تعمل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا” على إعادة تأهيل البنك الوراثي في محطة تل حديا بريف حلب، والذي يعد من أهم البنوك الوراثية في المنطقة والعالم، وكان يضم عينات للمحاصيل الرئيسية تم جمعها من كل أنحاء العالم.

وأوضح ممثل إيكاردا في سورية الدكتور مجد جمال أن البنك تعرض للتخريب وسرقة محتوياته وخاصة المخابر والتجهيزات من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، مبيناً أن عدد العينات التي كانت مخزنة في وحدتي تخزين إحداهما للمدى الطويل على حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر، والأخرى للمدى القصير على حرارة 4 درجات مئوية، يقدر بأكثر من 130 ألف عينة تم جمعها بالتعاون مع البرامج الوطنية من كل أنحاء العالم، منها حوالي 9000 مجموعة بالتعاون مع البرنامج الوطني من سورية، وتعتبر ثروة علمية عالمية لا تقدر بثمن.

ولفت جمال إلى أنه تتم إعادة تأهيل هذا البنك بمنحة من الحكومة السورية لما له من أهمية علمية محلية وعالمية، وقد تمت إعادة تأهيل البناء والآن تتم إعادة تأهيل المرحلة الأولى من وحدات التخزين المبردة طويل ومتوسط الأمد ليتم في المستقبل إعادة استخدامها في تخزين نسخة احتياطية تم استردادها وإعادة إكثارها بعد المحافظة عليها في بنوك وراثية عالمية، وخاصة البنك العالمي في سفالبارد بالنروج.

وأشار جمال إلى أن البنك الوراثي في إيكاردا كان وما زال بعد افتتاح فروع له يقوم بتزويد الباحثين في كل أنحاء العالم حسب طلبهم بعينات تقدر سنوياً بأكثر من خمسين ألف مدخل وراثي مجاناً، لاستخدامها في البحوث الهادفة لتطوير المحاصيل الرئيسية التي يعمل بها المركز في كل أنحاء العالم.

واطلع وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا على المراحل التي وصلت إليها عمليات إعادة تأهيل البنك الوراثي والتجارب البحثية الحقلية والإكثارات للأصناف الواعدة من قمح وشعير وعدس وحمص، والتي يتم تقديمها سنوياً للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لاختبارها في محطاتها، إضافة إلى تقديم نويات الإكثار إلى المؤسسة العامة لإكثار البذار، كما اطلع على إعادة تأهيل حقول استعراض تقنيات حصاد المياه في المركز.

وأكد قطنا على أهمية البنك الوراثي وما يحتويه من أصناف من البذور ذات الأصول الوراثية، لافتاً إلى أن سورية حريصة على إعادة تأهيل المركز بعدما تعرض للتخريب، حيث تمت إعادة تأهيل المبنى الإداري وبئرين وزراعة 300 هكتار في الأراضي المحيطة بالمركز بمختلف الأصناف الملائمة، وهي خطوة إيجابية ليبدأ هذا المركز البحثي المهم بالعمل ويعود إلى ألقه السابق.

وتم عرض نشاطات المركز في سورية وآخرها إعادة تأهيل مشروع مسكنة بتمويل من برنامج الغذاء العالمي لتأهيل 600 كم من أقنية الصرف الزراعي، وتقديم البذار والسماد للأسر الأكثر حاجة بما يشمل 900 أسرة في المشروع، مع إجراء دورات تدريبية للمزارعين، وبتكلفة حوالي 4.5 مليارات ليرة سورية خلال عام 2022.
2023-02-04