عبد الساتر لموقع وزارة الإعلام : هناك تهويل إعلامي يمارس ضد روسيا
قال المحلل السياسي اللبناني الدكتور فيصل عبد الساتر، إن الكثيرون ربما يتساءلون عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإطلاق الطلقة الأولى في العملية الروسية الخاصة بدونباس، معللاً بأن هذه الأسباب هي أن الغرب يحاول أن  يزرع دولاً في محيط روسيا الاتحادية تعاديها أو تكون مطية و منصة لهذا الغرب وعلى رأسه أمريكا عبر نشر قواعد عسكرية وصواريخ بعيدة المدى في هذه الدول لتعريض أمن روسيا القومي للخطر، مضيفاً أن ما يحصل حالياً أشبه بالحرب مكتملة الفصول دون أن يكون هناك إعلام مسبق حول نية روسيا.

وأوضح عبد الساتر في تصريح خاص لموقع وزارة الإعلام، أنه سبق للرئيس بوتين أن تحدث عن هذا الأمر في أكثر من مناسبة مع بداية ما حدث في الثورات الملونة في استخدام اوكرانيا وانفصالها عن الاتحاد السوفييتي أو عن روسيا الاتحادية،  وبعد ذلك تتالت هذه الخطوات في استهداف الأمن القومي الروسي عندما استهدفت الأقلية الروسية في منطقة دونباس، مادفع روسيا إلى الاعتراف باستقلال جمهوريتي لونغاسك ودونيتسك، مشيراً إلى أنه في ٢٠١٤ عندما حاول الغرب أن يتلاعب في موضوع شبه جزيرة القرم، تصدت روسيا لمحاولاته وضمّت شبه جزيرة القرم باعتبار أن هذا الأمر له علاقة بأرض تاريخية روسية، بحسب ما يقول الرئيس بوتين.

ولفت المحلل السياسي اللبناني إلى أن واشنطن والغرب جنّدا منذ انطلاق العملية الروسية كل ما بوسعهما لتشويه صورة روسيا وعمليتها أمام الرأي العام العالمي عبر وسائل الإعلام والعقوبات، مشيراً أنه "لو تحدثنا عن كل ما يجري ضد روسيا في هذا العالم لفوجئ الناس بحجم هذه الحملة التي تشنها الولايات المتحدة الامريكية و الغرب وأوروبا على وجه الخصوص وأيضا بعض الدول العربية والإعلام العربي الذي يمارس مثل هذه الحملة المكشوفة على روسيا و كل هذا في ظرف أسبوعين في حين أن هذا العالم كله كان يصمت إزاء كل ما كان يرتكب ضد سورية، واليمن، والعراق وأفغانستان  والشعب الفلسطيني وضد ما يتعرض له لبنان وكأن هناك شيئا لم يكن، وفيما يتعلق بروسيا اليوم هو أن الهدف من وراء حملات التشويه الغربية سقوط روسيا.

وأوضح عبد الساتر أن بوتين كشف بشكل لا يحتاج إلى تأويل ولا التباس أن ما يريده من خلال هذه الحرب أن تكون أوكرانيا محايدة ومنزوعة السلاح وألا تكون عضواً في حلف الناتو المعادي لروسيا، لافتاً إلى أن هذا من حقه تحت شعار مصلحة الأمن القومي الروسي الذي تربطه بأوكرانيا حدود تزيد عن الألف كيلومتر وقومية مشتركة وعلاقة مصاهرة وأنساب و كانت هناك علاقة كنسية إلا أن الغرب ساهم في تقسيم الكنيسة في أوكرانيا، كل هذه الأمور دفعت بروسيا إلى  للقيام بعمليتها العسكرية الخاصة.

 ورداً على تساؤلات مثارة في وسائل التواصل والتقارير الإعلامية التي تتساءل أنه هل هناك استدراج روسيا إلى مستنقع أوكرانيا  قال عبد الساتر: أنا أعتقد أن هناك تهويل في الإعلام يمارس على روسيا لأن روسيا لا تريد تقطيع أوصال ولا احتلال ولا أن تكون في مواجهة الشعب الأوكراني فقد طرحت روسيا مطالب واضحة و محددة وكان الرئيس الأوكراني زيلنسكي يتحدث من أنف مرتفع و كأنه أصبح ندا لروسيا لكنه سرعان ما عاد إلى حجمه الطبيعي، وأضاف عبد الساتر أنه باعتقاده أنه ليس من مصلحة الشعب الأوكراني أن يبقى مثل هذا الرئيس الذي سيكون له دور أساسي في تدمير أوكرانيا إذا ما بقيت هذه العقلية تتحكم به.

 ولفت عبد الساتر إلى أن المتابع للوضع فيما يجري  بين روسيا وأوكرانيا يدرك تماماً أن أوكرانيا يراد لها أن تواجه روسيا لوحدها وأن تترك فريسة لمثل هذا الأمر ولم يقدم لها هذا الغرب والأمريكي سوى الكذب والنفاق والخداع وتركت لوحدها تواجه مصيرها، معتبراً أن الأمور في بداياتها وهناك المزيد من الوقت ستستغرقه هذه العملية العسكرية المحدودة لتعلن كييف انصياعها للشروط والمطالب الروسية وكلمة انصياع هنا طبعاً بحسب المنطق الروسي أما بالمبدأ يعني تعلن اوكرانيا موافقتها على شروط روسيا و بذلك ربما تنتهي هذه المسألة بأسرع ما يمكن.

 ‏وقال المحلل اللبناني، إنه رغم عدم اطلاعه على موضوع السلاح الجرثومي والنووي في أوكرانيا والذي أصبح بيد القوات الروسية، مرجحاً أن يكون هناك معامل من هذا النوع في أوكرانيا ربما أنشئت من قبل الأمريكيين أو الأوروبيين أو ربما أيضاً من قبل الصهاينة لأغراض معينة تستعمل لاحقاً.


فريق المراسلين - مارينيت رحال
2022-03-09