مجلة تايم: التمييز العنصري من خصائص الحياة الطبيعية في أمريكا
مع تفاقم الجرائم بحق المنحدرين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة وتزايد الاعتداءات العنصرية ضدهم ولا سيما من قبل الشرطة أكدت مجلة “تايم” الأمريكية أن عدم المساواة والتمييز العنصري هما من خصائص الحياة الطبيعية في أمريكا مشيرة إلى أن مظاهر التمييز على أسس عرقية لم تنحسر رغم الوعود التي أطلقها الساسة الأمريكيون في العامين الماضيين.

وقالت المجلة في سياق مقال كتبه جانيل روس إن عام 2021 المنصرم مر كغيره من الأعوام بالنسبة للأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية بما يخص جرائم التمييز العنصري التي تعتبر من خصائص الحياة الطبيعية الأمريكية مبينة أن الولايات المتحدة التي ظنت عام 2020 أنها أصبحت متيقظة لمشكلة عدم المساواة وجدت أنه من السهل جداً تجاهل هذه المشكلة برمتها.

ولفتت المجلة إلى بحث أعدته مؤسسة “راند” للدراسات في كانون الأول الفائت أظهر أن عدد الأمريكيين الذين وافقوا على حقيقة أن وباء كورونا فاقم أوضاع المنحدرين من أصول افريقية سوءا وأدى إلى وفاة أعداد أكبر منهم مقارنة بالأمريكيين البيض تراجع بشكل ملحوظ في دليل آخر على أن الكثير من الأمريكيين لا يبالون حقاً بالأشخاص الذين يختلفون عنهم في المنشأ والشخصية.

وأوضحت المجلة أن سلسلة الجرائم العنصرية التي وقعت العام الماضي بما فيها عمليات إطلاق النار الجماعي في ثلاثة منتجعات صحية في مدينة اتلانتا عاصمة ولاية جورجيا والتي قتل فيها ثمانية أشخاص معظمهم من أصل آسيوي كانت أكبر مثال على تفاقم العنصرية في الولايات المتحدة.

كما لفتت المجلة إلى أن عام 2020 شهد إضافة الى جائحة كورونا أكبر عدد من جرائم الكراهية في الولايات المتحدة خلال 12 عاماً حيث أن أكثر من 60 بالمئة من نسبة هذه الجرائم ذات دوافع عنصرية.

ووصلت جرائم الكراهية في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ عقدين مع إبلاغ عشرات آلاف الأشخاص عن جرائم متعلقة بالعرق أو المعتقدات الدينية أو غيرها خلال عام 2020 وبحسب تقرير أصدره مكتب التحقيقات الفيدرالي “اف بي أي” قدمت وكالات إنفاذ القانون تقارير عن ثمانية آلاف و263 حادثة جنائية و11 ألفًا و129 جريمة ذات صلة بدافع التحيز تجاه العرق.

كما استشرت في الأعوام الخمسة الأخيرة ظاهرة ما يسمى “تفوق العرق الأبيض” في الولايات المتحدة رغم الشعارات المزيفة التي تتبجح بها واشنطن وصناع القرار فيها حول الحرية والعدالة والمساواة وقد تجسد إرث الاستعلاء الأبيض في جريمة قتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد الذي لفظ أنفاسه في الـ 22 من أيار عام 2020 وهو يستغيث تحت ركبة الشرطي الأبيض الذي ظل ضاغطاً على عنقه حتى الموت.

2022-01-01