"أكساد" يعقد ورشة عمل لتطوير بحوث وزراعة القمح في الدول العربية
أقامت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد اليوم ورشة عمل حول تطوير بحوث وزراعة القمح في الدول العربية، بحضور وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا وأمين عام اتحاد المهندسين الزراعيين العرب يحيى بكور وبمشاركة خبراء القمح والحبوب من معظم الدول عربية، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية والهيئة العربية للاستثمار الزراعي والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا" والمركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا".

مدير عام أكساد الدكتور نصر الدين العبيد بين في كلمة له أن انعقاد هذه الورشة يأتي مع تزايد أهمية القمح للأمن الغذائي العربي والعالمي، وارتفاع أسعاره عالمياً بصورة كبيرة والحاجة الملحة لتطوير زراعة وإنتاج القمح في الدول العربية لصعوبة وصولها إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاجه، كون إنتاج القمح في الدول العربية يبلغ نحو 25 مليون طن سنوياً وهي لا تكفي لسد حاجة الاستهلاك البالغ نحو 70 مليون طن مما يتوجب استيراد نحو 40 مليون طن سنوياً تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليار دولار، وفي ضوء الارتفاع الحاد في أسعار القمح في الفترة الأخيرة فإن فاتورة استيراد القمح ستكلف الوطن العربي مستقبلاً أكثر من 16 مليار دولار سنوياً.

وأشار إلى أن منظمة أكساد نجحت في استنباط 77 صنفاً من القمح والشعير ذات إنتاجية عالية ومتحملة للجفاف والإجهادات البيئية ومقاومة للأمراض، تم تعميم زراعتها في الدول العربية منها صنف القمح أكساد 1105 الذي وصلت إنتاجيته الفعلية في أحد حقول القمح في سورية دولة المقر 11 طن/هكتار عند تقديم الخدمات المثلى له، وصنف القمح الطري أكساد 1133 وهو من الأصناف المتميزة عالمياً المتحملة لمرض الصدأ الأصفر في ظل ندرة المياه عالمياً والتغيرات المناخية.

وبين وزير الزراعة أهمية وجود أكساد في سورية كمركز أبحاث عربي يجمع كل الخبرات العربية ويساهم في تطوير الزراعة وفق نهج تشاركي، لافتاً إلى أن التكامل العربي في هذا المجال يساهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية، ومن الضروري إيلاء محصول القمح الاهتمام الكبير لأنه محصول يعد أحد عوامل الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. 

وألقى الوزير خلال الورشة محاضرة تحت عنوان "واقع إنتاج القمح في سورية 1970- 2020" شرح فيها المراحل التي مرت بها زراعة محصول القمح في سورية والانتقال إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير والدعم التي تلقاه هذا المحصول وجهود البحوث الزراعية ومؤسسة إكثار البذار وكافة المؤسسات الحكومية المعنية، ومن ثم تأثير الحرب والتغيرات المناخية عليه والإجراءات الواجب اتخاذها لتجاوز كافة الصعوبات.

وفي تصريح للصحفيين أكد الوزير أهمية انعقاد هذه الورشة على مستوى الوطن العربي، لافتاً إلى أن تطوير البحوث مهم جداً لتطوير الإنتاج والإنتاجية والاستفادة من كافة الموارد المتاحة، منوها أن الحكومة السورية وفرت كافة مستلزمات محصول القمح في هذا العام،   مشيراً إلى ضرورة تضافر الجهود بالتعاون بين البحوث العلمية الزراعية في سورية مع مركزي أكساد وإيكاردا والمنظمات والجامعات لتطوير هذا المحصول واستنباط أصناف جديدة تتوافق مع التغيرات المناخية والزراعات البعلية والجفاف.

وتغطي ورشة العمل التي تستمر ثلاثة أيام عبر تقنية "الفيديو ويبينار" ، بمشاركة أكثر من مائتي خبير وفني وقيادي في مجال القمح والعمل الزراعي، تُلقى خلالها ثلاثون ورقةً علمية من قبل نخبة من خبراء القمح في أكساد والدول العربية والهيئة العربية للاستثمار وإيكاردا وإكبا، مجالات مهمة وجوانب متعددة متعلقة بزراعة وإنتاج القمح واقتصادياته، وأحدث طرائق تربية واستنباط الأصناف ذات الكفاءة الإنتاجية المرتفعة والمتحملة للجفاف وقلة الأمطار، وعلاقة الإنتاج بالتغيرات المناخية التي أصبحت حقيقة واقعة في الدول العربية والعالم، والأساليب المثلى لخدمته ورعايته للتوصل إلى أعلى إنتاجية، وأفضل خصائص نوعية وأحدث التقنيات لاسيما اعتماد نظام الزراعة الحافظة التي تعتمد على زراعة القمح بدون فلاحة الأرض، ما يُسهم في خفض تكاليف الإنتاج، وزيادة الغلة وتوفير المدخلات، إضافةً إلى تقارير ممثلي الدول العربية حول وضع القمح في الوطن العربي.

كما تهدف هذه الورشة إلى استعراض وضع القمح عالمياً وعربياً في المرحلة الحالية والتوقعات المستقبلية، وأهم الصعوبات التي يتعرض لها إنتاج القمح في الدول العربية والعالم، وما حققه المركز العربي "أكساد" ومراكز البحوث الدولية والعربية من نتائج تطبيقية تسهم في زيادة إنتاج القمح على مستوى المنطقة العربية، الأمر الذي سينعكس ايجاباً على جهود الدول العربية لتضييق الفجوة بين مستويات الإنتاج والاستهلاك المتزايدة سنة بعد أخرى نتيجة التزايد السكاني السنوي العالي فيها.
2021-12-28