عبد الساتر لموقع وزارة الإعلام: هذه تفاصيل "الخميس الأسود"
وصف محللون سياسيون لبنانيون أن يوم 13 تشرين الأول الجاري بـ"الخميس الأسود" الذي استعاد فيه اللبنانيون صفحة من الحرب الأهلية المشؤومة التي انطلقت شرارتها في منطقة الشياح وعين الرمانة في ١٣ نيسان عام ١٩٧5. 

يقول المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر لموقع وزارة الإعلام إن اللبنانيين استعادوا صفحة سوداء من الحرب الأهلية يوم الخميس الماضي عندما دعا حزب الله و حركة أمل لاحتجاجات على إجراءات المحقق العدلي طارق البيطار  في قضية انفجار مرفأ بيروت، بعد وصول كل السبل القانونية التي سلكها الفريقان إلى طريق مسدود.

 وأضاف إن الفريقين والجهات المتضررة الأخرى تدرك تماماً أن استكمال المحقق البيطار على نفس النهج يمكن أن يضع البلاد أمام كارثة كبرى و لا أحد يعلم عواقبها مشيراً إلى أن المحقق العدلي يسيس هذا الملف و يستهدف فئة سياسية من الواضح لهما وبالنسبة لكل المتضررين أنه يعمل بأجندات خارجية.

وأكد عبد الساتر أن من حق أي طرف من الأطراف في لبنان أن يتظاهر دعماً أو تأييداً لهذا أو ذاك و خصوصاً على ما شهدناه في موضوع قضية مرفأ بيروت و الاجتماعات والمسيرات المتواصلة في دعم المحقق العدلي طارق البيطار، فكانت الدعوة الى اعتصام رمزي أمام قصر العدل، لافتاً إلى أنه من المفترض أن تمر هذه المسيرة في الطريق الممتد ما بين طريق صيدا القديمة المعروف  بالشياح عين الرمانة وصولاً الى قصر العدل فكان أن تجمع أنصار حركة أمل و حزب الله و بعض المشاركين بأعداد رمزية و ليست حاشدة بطبيعة الحال إلا أن ثمة من كان يكمن في الجهة المقابلة من القوات اللبنانية التي تتحصن وتعتبر هذه المنطقة أغلبية سكانها تنتمي للقوات اللبنانية وإلى تيارات من الأحزاب التي شاركت في الحرب اللبنانية عام ١٩٧٥ .

وأوضح  المحلل السياسي اللبناني أنه كما يعرف في لبنان ما يسمى بالمنطقة الشرقية والغربية أو المسيحية والإسلامية معرباً عن أسفه لهذه التقسيمات الجغرافية و كأن التاريخ يعيد نفسه فتجمع هؤلاء بقرار على ما يبدو استباقي من قيادة القوات اللبنانية تحسباً أو ربما أرادوا افتعال أي مشكلة في هذا الإطار كما أن الجيش اللبناني وأجهزة قوى الأمن كانت منتشرة في ذلك المكان في ساعات الليل التي سبقت تجمع التظاهرة لكن ما إن وصل هؤلاء الى مفترق طرق و بدأ إطلاق النار ليستهدف المتظاهرين السلميين.

ومع اختلاف الروايات، أكد عبد الساتر أنه من المؤكد أن النيران التي استهدفت الناس المتجمعين كانت إصابات قاتلة ومن مصادر نيران محددة على المستوى الجغرافي مما حدا بكل الجهات الخبيرة والتي تعرف حقيقة الأمور أن تجزم بأن إطلاق النار جاء من الجهة المقابلة التي تتواجد بها القوات اللبنانية، حيث سقط ٨شهداء وأكثر من ٥٠ جريحاً، كما أدت النيران لحالة من الهلع خيمت على المكان و اندفع المتظاهرون بالتراجع الى الخلف و بدأ الجيش اللبناني بمحاولة لضبط الأوضاع.

و قال عبد الساتر: نحن الآن أمام حدث استثنائي كاد أن يفجّر السلم الأهلي في لبنان، فيما خرج قائد القوات اللبنانية سمير جعجع متباهياً ليقول (٧أيار المصغرة)و كأنه يتبنى بشكل واضح ما حصل و تارة أخرى يقول بأن أهالي منطقة عين الرمانة حموا المنطقة من اجتياح جماعة أخرى و هو يقصد جماعة الشياح أي جيرانهم من الطرف المقابل وهذا كلام خطير بمدلولاته وخطير برسائله وبتبنيه فجعجع والقوات اللبنانية يصران على تبني ما حدث  باعتبار أنه رداً على محاولة دخول المتظاهرين أحد الشوارع  وكأن الشوارع باتت مرسمة جغرافيا بكانتونات و فيدراليات علماً أنه لا يفصل بينهما إلا أمتار قليلة ومن المعروف أن هذه المنطقة تتداخل فيما بينها و خصوصا بعد أن توقفت الحرب اللبنانية  عام ١٩٩٠.

وأضاف أنه رغم أن المنطقة شهدت تبدلاً ديموغرافيا إلا أن القوات اللبنانية على ما يبدو لا تريد لهذا الشعب ان يتخالط فيما بينه و كأننا نرسم كانتونات على حساب المشهد السياسي الذي كلما تقدم إلى الأمام جاءته ضربة لا أحد يعلم من الذي يوظف مثل هذه الجهات لإحداث هذا الخلل في الداخل اللبناني.

وتساءل عبد الساتر هل كانت قضية مرفأ بيروت هي قضية تخص القوات اللبنانية لوحدهم أم أنها تخص اللبنانيين جميعهم؟ وعندما بدأت هذه القضية تأخذ منحى آخر اعترض المتضررون حتى لا يتكرر مشهد اغتيال الرئيس رفيق الحريري و ما أحدثه من انقسامات خطيرة على خلفية الاتهامات التي رفعت أولاً إلى الرئيس الأسبق إميل لحود والضباط الأربعة ومن ثم سورية ومن ثم وصلت الأمور إلى اتهام حزب الله، منوها إلى أنه حتى لا يتكرر هذا المشهد كان هذا التحرك الاعتراضي و الصوت العالي من قبل  حزب الله في هذا الإطار .

وأكد المحلل السياسي اللبناني أن لبنان أمام جريمة اليوم ارتكبتها القوات اللبنانية بحسب أكثر من مصدر و بحسب كل المتابعين وكل الذين شاهدوا الفيديوهات من مكان إطلاق النار، لافتاً إلى أن الجهات القضائية تجري تحقيقات بالحادثة للوصول إلى حقيقة ما جرى.

وختم عبد الساتر حديثه لموقع وزارة الإعلام بالقول إن كل المحاولات الآن التي تحاول أخذ الأمور أو تحريفها إلى مكان آخر، يأتي في إطار ما يسميه البعض في لبنان و نحن عبر تحليلنا السياسي أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تقع الفتنة بين اللبنانيين و يتخبط اللبنانيون بمعارك من هنا و هناك حتى يكون لواشنطن القدرة على لعب دور المايسترو و ضابط الإيقاع في الساحة اللبنانية، والمطلوب من هذا كله استهداف رأس المقاومة  التي أذلت إسرائيل وهزمت المشروع التكفيري ووقفت الى جانب سورية وأسقطت هذا المشروع في لبنان و سورية و في المنطقة. وأضاف أن لبنان نجا من محاولة أخرى لضرب السلم الأهلي والمطلوب أن تأخذ الأمور مجراها القانوني ومحاسبة من قام بهذا العمل الإجرامي، مؤكداً أن اللبنانيين على موعد مع إطلالة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم الاثنين مساءً وسيكون لـ"الخميس الأسود" قسطاً وافراً من كلمته.


فريق المراسلين - مارينيت رحال

2021-10-18