هل آخذ لقاح كورونا؟


 

خرج فيروس كورونا من تحت الأضواء قليلًا، وأفسح المجال للقاحه من أجل الجلوس على عرشه، فتحول الخوف من الفيروس بحد ذاته إلى الخوف من تلقي تطعيمه، أخبار هنا وهناك وشائعات ما هدأت منذ أن فتح الفيروس الخطير عينيه على هذا الكوكب تزيد من طين خوف الناس بلة، والسؤال الذي يخطر في بالهم هذه الأيام: هل آخذ اللقاح المضاد لكورونا؟


أجابت منظمة الصحة العالمية ومعها وزارة الصحة السورية عن هذا السؤال خلال جلسة تثقيفية أقامتها المنظمة واليونيسيف بالتعاون مع وزارة الصحة في دمشق حملت عنوان: أهمية دور التواصل خلال المخاطر والمشاركة المجتمعية في دعم الالتزام بتدابير الصحة العامة الوقائية وأخذ اللقاح خلال جائحة كوفيد – 19.


وتمحورت الجلسة حول ضرورة تبادل المعلومات في الوقت الفعلي، والتواصل والمشاركة المتبادلة، وفهم تصورات الناس ومخاوفهم، وهذا يقع على عاتق وسائل الإعلام التي تساهم في ترصد الإشاعات والمعلومات الخاطئة، وتتعامل معها عبر تفنيدها على لسان المختصين وأخذ المعلومات الصحيحة من مصدرها الصحيح، والتركيز على الحقائق.

ولما كان التطعيم ضد كورونا يتطلب تواصلًا فعالًا خلال المخاطر لكسب ثقة المجتمع والحفاظ عليها، فإن لوسائل الإعلام دورًا رئيسًا في توعية المجتمع وتثقيفه.


وشهدت الجلسة عرضًا لعمل وزارة الصحة في مجال لقاحات كورونا؛ فتحدثت الدكتورة رزان طرابيشي مديرة دائرة الرعاية الصحية الأولية عن استخدام اللقاح داخل سورية؛ إذ يحتاج إلى شروط حفظ معينة، وإذا لم تحفظ اللقاحات بشروط حفظها الصحية فإنها تغدو بلا فائدة، ومن هذا الباب حرصت الوزارة على الحفاظ على اللقاحات عبر سلسلة تبريد تعد من أفضل سلاسل التبريد في المنطقة، وهناك سيارات براد خاصة باللقاح لنقلها بين المحافظات، وهناك موازين حرارية ونظام مراقبة إلكتروني يراقب اللقاح بشكل يومي حتى في أيام العطل.


طرابيشي بينت أن الوزارة بدأت خطة العمل المتعلقة باللقاحات قبل حوالي 6 أشهر تضمنت تحديد الفئات المستهدفة، وهي الكادر الصحي ومن هم فوق الـ55 عامًا ومن يعانون من أمراض مزمنة، وهناك لقاحات إضافية ستعطى لكل الفئات، وأن الوزارة أخذت على عاتقها المناطق الخطرة أيضًا ووصلت إلى كل المناطق السورية ما عدا التي يوجد فيها الاحتلال التركي.


كما أكدت أن وزارة الصحة التزمت بسياسة الحقن الآمن، من عمل اللقاحات إلى شروط استيراداها ونقلها وحفظها وإعطائها والتخلص الآمن من النفايات الطبية، وترصد الآثار الجانبية لها.


 

الدكتور جمال خميس مدير دائرة الأمراض السارية والمزمنة قال إن منصة كوفاكس لم تقدم الكثير من اللقاحات بسبب الحصار المفروض على سورية إذ قدرت الأعداد  بـ203000 وزعت بالشكل الملائم ضمن خطة عمل، ووصلت الوزارة إلى هدفها، وأعطت التطعيم لكل الأشخاص المسجلين في المنصة الخاصة بتلقي اللقاح.


وتحدث  الدكتور جمال عن الصعوبات المتعلقة بلقاح كوفيد- 19 التي كان أبرزها تأمين اللقاح بسبب الحصار المفروض على سورية ولكن بجهود خاصة تم تأمينه، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى بعض المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، ونقص الكادر الطبي، وخروج مراكز صحية عديدة عن الخدمة بسبب الإرهاب.

 

الجلسة شهدت تفاعلًا وأسئلة تتعلق بمخاوف الناس حول تلقي التطعيم خاصة بعد إشاعات كثيرة متداولة عن آثار جانبية للقاحات وصلت حد مفارقة الحياة، وهنا تحدث الأطباء المشاركون عن تحديات رئيسية في ما يتعلق بتعزيز قبول اللقاح الذي يعد ضروريًا لحماية الأفراد والمجتمع على حد سواء، والالتزام بالتدابير الوقائية الاجتماعية، وتدابير الصحة العامة.


2021-06-24