موضة التجميل بين الحاجات الملحة وإرضاء الذات

"أريد أن أبدو جميلة".. عبارة ترددها الفتيات على حد سواء وهو ما شكل الدافع لديهن باللجوء أحيانا لعمليات التجميل دون التركيز أو التفكير حتى بالحاجة الملحة لهذه العملية أو تلك كإخفاء عيب ما ناتج عن حادث أو عن طبيعة خلقت مع الإنسان منذ ولادته كغرض سامي وجدت من أجله هذه العمليات.

 

ومن بين العمليات الرائجة مؤخراً والتي تلاقي إقبالاً شديداً، عمليات تجميل الأنف بداية بمعالجات تنفسية وتنتهي بتجميل للأنف والحصول على مظهر يرضي الشخص نوعا ما ليتمكن من تقبل نفسه.

 

الدكتورة مها ياسين أخصائية أذن أنف حنجرة وطبيبة في مجال التجميل، بررت هذا الإقبال على هذا النوع من العمليات بأنه حق للذكور والإناث على حد سواء، بأن يجروا عمليات التجميل إن كانوا بحاجة لها، وأنا واحدة من الناس إن كنت بحاجة لتجميل بالطبع سوف أقوم به، خاصة إذا كان هذا الإقبال ناتج عن تقدم الجراحات التجميلية في بلدنا، أما إذا كان ناتج عن تقليد الآخرين أي كما يقولون (موضة دارجة) بالتأكيد لست مع التقليد الأعمى.

 

وعن تكلفة هذه العمليات ومقدار ارتباطها بالإقبال عليها أوضحت الدكتورة مها ياسين أن التكلفة العالية تعود لارتفاع أسعار كثير من معدات ومستلزمات هذه العمليات وارتباطها بسعر الصرف كما أن عمليات التجميل تعتبر من العمليات المكلفة في كل دول العالم، ورغم ذلك هي حاجة تكاد لا تتوقف.

 

وفي الحديث عن سلبيات هذا العمل الجراحي اعتبرت الدكتورة مها ياسين أنه كأي عمل جراحي تحيط به مخاطر التخدير والجرح وفترة نقاهة، بالإضافة إلى أن النتيجة قد لا تكون كما يرسم الشخص في مخيلته، حيث ترتبط النتيجة بعوامل عديدة كطبيعة الجلد وشدة العيوب المطلوب إصلاحها خصوصا إذا ترافقت مع مشاكل كبيرة داخل الأنف أيضا وعناية المريض بنفسه بعد العملية.

 

وأضافت ياسين أن السلبيات في الحديث عن التجميل من جانب الطرف الآخر هو رفض الطبيب للحالات التي يكون فيها الأنف مثاليا، لافتة إلى أنها كطبيبة تقدم النصيحة في الحالات التي لا يكون فيها التجميل ضروريا، أي الأنف ليس مثاليا ولكنه مناسب لوجه المريض، مؤكدة رفض إجراء العملية في حال طلب الشخص شكلا لأنفه لا يتماشى مع ملامح وجهه أو يكون فيه خطورة على الطريق التنفسي.

 

يبدو أن ما تقدم في الحديث عن مبررات هذه العمليات ومخاطرها يبقى مجرد كلام يقال دون أن يؤثر فعلياً على سوق عمليات التجميل الذي تشهد أسهمه ارتفاعا رغم تكاليفه العالية.

 

فريق المراسلين- نوار هيفا

2021-06-15