عن الديمقراطية الأميركية.. ليس كل ما يلمع ذهباً

أوائل التسعينيات؛ كانت الولايات المتحدة الأميركية تستشيط غضباً من منافسها الأبرز آنذاك (الاتحاد السوفييتي)، عندما لمعت فكرة في ذهن أشد دهاتها زبغنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، وأحد أشد كارهي الاتحاد وقتها.

 

عملت الإدارة الأميركية حينها على جر السوفييت إلى أفغانستان عبر تجميع "مسلمين" من مختلف أنحاء العالم وتدريبهم ومدهم بالسلاح وهندسة ما صار يعرف لاحقاً بالجهاد الإسلامي، وبالفعل انجر السوفييت إلى نهايتهم.

 

خلاصة القصة التي لا تنتهي على مر الأزمان؛ أن الإدارات الأميركية المتعاقبة مهما تغيرت وجوهها وأسماؤها تحمل إرث الدم المتوارث، فالدولة العميقة تبنت استراتيجية الدماء، والعراق وسورية وليبيا وغيرهم الكثير نماذج ماثلة أمام الأعين، هذا على الصعيد الخارجي، أما داخلياً فلا تختلف الوجهة كثيراً.

 

أشعلت أميركا حروباً في دول وأطفأتها في أخرى وكل ذلك تحت رداء حماية الديمقراطية، التي خلعتها عند أول هزة داخلية، لأحداث الكونغرس دلالاتها التي لا تقبل التأويل، ولسلوك الإدارة الأميركية دلالاته أيضاً، عقود وأميركا تلمّع ديمقراطيتها وتصدرها إلى العالم، وعند أول "مطب" يداهم عقلك المثل العرب القائل: ليس كل ما يلمع ذهباً، قد يكون صدئاً وقع تحت الشمس، كالديمقراطية الأميركية مثلاً.

 

خاص وزارة الإعلام

2021-01-10