بعد الحادث الفوضوي غير المسبوق الذي اجتاح كاميرات وسائل الإعلام العالمية واصطدمت به الولايات المتحدة بتنفيذ أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب اقتحام لمبنى الكابيتول خلال جلسة للكونغرس للمصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة، الأربعاء الماضي، كانت المفاجأة الذي ضربت صميم الديمقراطية الأمريكية، حيث تم التعرف على بعض من شاركوا في الاقتحام، وذلك جعلهم يفقدون وظائفهم أو يتركوها.
وزارة العدل الأمريكية وجهت الاتهام لـ15 شخصا في أعمال العنف بينهم الشخص الذي التقطت له صور في مكتب رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي وتم توقيفه صباح الجمعة وهو من وضع قنبلة يدوية الصنع قرب الكونجرس.
وأعلنت شركة "Navistar" وهي شركة تسويق مباشر في ولاية ماريلاند في بيان لها أنه تم إنهاء خدمة موظف بعد أن تم تصويره وهو يرتدي شارة هوية شركته داخل مبنى الكابيتول المخترق بذريعة أن أي موظف يظهر سلوكاً خطيراً يهدد صحة وسلامة الآخرين لن تكون لديه فرصة عمل معها.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن المحققين الفيدراليين أوقفوا رجلا داخل حافلة مليئة بالمتفجرات والأسلحة قبل اقتحام الكونغرس.
كما لم يعد محام من تكساس، يدعى بول ديفيس، يعمل في شركته "Goosehead Insurance" بعد ظهور منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره يتحدث عن مشاركته في عملية الاقتحام، مبيناً أنه كان "يتظاهر بشكل سلمي" طوال الوقت، ولم يكن يحاول اقتحام مبنى الكابيتول إلا تعبيراً عن الاحتجاج، وبعيداً عن العنف.
وتم تأديب الأمريكيين في مناصب السلطة بسبب دعمهم للعنف، حتى لو لم يشاركوا في اقتحام الكابيتول، حيث قام الحزب الجمهوري في تكساس بإقالة والتر ويست، الرقيب في الأسلحة، من منصبه، بعد أن أدلى ويست بتعليقات على "فيسبوك" تدعم حصار الكابيتول.
وبالتزامن تزايدت الأصوات المطالبة بعزل ترامب في وقت أعلنت فيه رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أنها أصدرت تعليماتها للاستعدادات اللازمة للبدء في مساءلة ترامب إذا لم يقم بتقديم استقالته.
وقالت وكالة رويترز إنها حصلت من شبكة "إن بي سي نيوز" على مسودة خاصة بمساءلة ترامب مشيرة إلى أنه تورط في جرائم كبرى بالتحريض على التمرد الأمر الذي يجعله تهديداً إذا بقي في منصبه.
ودعت الوثيقة إلى مساءلة ترامب بناء على بند واحد هو التحريض على التمرد مشددة على أنه عرض الأمن الأمريكي ومؤسسات الحكومة لـ"خطر كبير" وهدد سلامة النظام الديمقراطي وخان الأمانة بصفته رئيسا.
يذكر أن ترامب الذي طالما تغنى بديمقراطية بلاده التي اتضح لكل العالم أنها مزيفة كما يطالب في كل ساعة بالانتقال السلمي للسلطة في عدد من الدول في وقت دعا أنصاره إلى الهجوم على الكونغرس حتى يبقى رئيساً.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل انقلب السحر على الساحر فبينما تدعم الفوضى والقتل وتنهب الثروات في سورية وغيرها من الدول كانت ساعات فوضى قرب مقر التشريع فيها في الليلة الدامية قد اختصرت المقولة هل يذوق طباخ السم من سمه ولو قليلاً ليعتبر.. الأكيد أن الأمريكيين يصعب عليهم ذلك فهم يعيشون على نشر الخراب والدمار ونهب خيرات الشعوب.
وحتى لا يفوتنا أن نسلط الضوء على تجلي العنصرية الأمريكية في أبهى صورها في ليلة الاقتحام فقد تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا للمذيع الأمريكي جو سكاربورو يقول فيه إن القناصة كانوا سيطلقون الرصاص على مقتحمي مبنى الكونغرس لو كانوا من المسلمين أو السود.
وزارة الإعلام- نغم النجار