هل يلجأ ترامب للمحظور الصيني.. وسائل تواصل بلاده تنهي علاقتها معه؟

يبدو أن علاقة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب مع وسائل التواصل قد وصلت إلى طريق مسدود وخاصة تويتر الذي امتدحه عندما وصل للسلطة بالقول إنه لولا موقع "تويتر" لما وصل إلى السلطة.

 

العلاقة التي ستصل حد الانهيار بين ترامب ووسائل التواصل الاجتماعي جاءت لأن ترامب يتهم وسائل الإعلام التقليدية بالانحياز ضده فيما يعتبر وسائل التواصل الرابط الأهم بينه وبين الشعب الأميركي والعالم .

 

وفي السابق دخل ترامب في سجالات خطيرة ومعارك كلامية مع وسائل الإعلام الأميركية مثل شبكتي "سي إن إن " و"إن بي سي" وكذلك الأمر مع صحفيين أما عن تويتر فقال إنه وسيلة ممتازة بالنسبة لي لأنني قادر على تمرير رسالتي.

 

وخلافاً للعديد من السياسيين حول العالم الذي يكلّفون فريقاً ما بكتابة تغريداتهم، فإن ترامب نفسه هو الذي يكتب تغريداته، واعترف أنه أحيانا يغرّد من الفراش.

 

لكن العلاقة مع شبكات التواصل لم تعد حميمية وراحت تنحدر شيئاً فشيئاً نحو التوتر والنزاع ففي آب 2018 وجّه ترامب تحذيراً إلى "غوغل" و"تويتر "وفيسبوك" متّهما إياها بالانحياز ضده وضده أنصاره.

 

وانتقد بشدّة "غوغل" قائلاً إنها تعطي الأولوية عند البحث عن أخباره لنتائج سلبية فيما تخفي الأخبار الإيجابية وإسكات الأصوات المحافظة وهو الأمر الذي نفته الشركة العملاقة.

 

وقال إن "فيسبوك" و"تويتر" يدخلان منطقة "خطيرة جدا" وذلك بعد أن لاحظ أنهما يمارسان نوعاً من الرقابة على المحتوى المحافظ في الولايات المتحدة وخص الرئيس الأميركي المنتهية ولايته "تويتر" باتهام "التلاعب في نتائج البحث" وأطلق مصطلح "حجب الظل" (Shadow Banning) لوصف ممارسات موقع "التدوين الصغير" المزعومة ضده.

 

وفي عام 2019، ارتفع النزاع بين ترامب و"تويتر" إلى مستوى أعلى: المحاكم.

 

الرئيس الأميركي المنتهية ولايته طعن في قرار قضائي يجبره على إنهاء الحظر الذي فرضه على عشرات المغردين، الذين أدلوا برأيهم على حسابه في موقع "تويتر".

لكن محاولة ترامب فشلت بأمر المحكمة، التي قالت حينها إن القانون لا يسمح لأي مسؤول يستخدم حسابا على وسائل التواصل الاجتماعي باستبعاد أشخاص من حوار مفتوح عبر الإنترنت لأنهم عبّروا عن وجهات نظر لا يتفق معها المسؤول.

 

أما 2020 فيمكن وصفه بـ" عام معركة كسر العظم" بين ترامب وشبكات التواصل وخصوصا "تويتر" ذلك لأنه كان عام الانتخابات وكورونا حيث اشتد النزاع بين الطرفين.

 

وفي أيار 2020 وقّع الرئيس أمراً تنفيذياً يهدف إلى إلغاء بعض جوانب الحماية القانونية الممنوحة لشركات التواصل الاجتماعي ضمن قانون آداب الإنترنت.

 

وكان ترامب يرمي من وراء هذه الخطوة إلى إتاحة المجال لملاحقة "تويتر" و"فيسبوك" أمام القضاء واصفاً شبكات التواصل بجهات تملك سلطة لا حدود لها.

 

وخلال أزمة فيروس كورونا وضع "تويتر" تحذيرات على تغريدات ترامب حول الوباء مشير إلى أن محتوى هذه التغريدات قد يتضمّن معلومات مضلّلة وهو ما يخالف قواعد النشر في المنصة الرقمية مثل أن كورونا أقل فتكاً من الإنفلونزا.

 

وأثناء العام نفسه حجبت المنصة الرقمية تغريدة أخرى حول الاحتجاجات في مدينة مينيابوليس على مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على اعتبار أن فيها خرقا لمبادئ الموقع حول تمجيد العنف.

 

وتكرّرت عمليات الحذف لتغريدات ترامب أو وضع إشارات تحذيرية عليها فيما يتعلق بالانتخابات تارة بسبب حقوق الملكية وأخرى بسبب المعلومات المضللة.

 

ووصلت العلاقات إلى ذروة الصراع بين الطرفين على ما يبدو ففي كانون الثاني 2021 علق "تويتر" حساب ترامب لمدة 12ساعة عقب اقتحام الكونغرس وحذف تغريداته.

 

أمّا "فيسبوك" فأعلن أنه سيمنع صفحة ترامب من وضع منشورات لمدة 24 ساعة بسبب انتهاكات لسياسة الموقع كما أفاد رئيس "إنستغرام" بأن الموقع سيعلق حساب الرئيس المنتهية ولايته 24 ساعة.

 

وفي وقت سابق، حذفت فيسبوك ويوتيوب، تسجيلاً مصوّراً للرئيس دونالد ترامب واصل فيه تقديم مزاعم بلا سند بأن الانتخابات قد زُورت.

 

ومع إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي "الأميركية" بابها في وجه ترامب تتسارع تساؤلات عن إمكانية لجوء الرئيس المنتهية ولايته إلى تطبيق "تيك توك" الصيني.

 

وتوتّرت العلاقة بين ترامب والصين إلى درجة غير مسبوقة، فيما امتدّ التوتر إلى منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك" الذي كان من بين ضحايا الحملة التي شنتها واشنطن.

 

2021-01-07