تحديات تهدد بإطاحة أمريكا خارج النظام العالمي

قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية إن أمن مصالح الولايات الأمريكية في العالم أصبح أكثر عرضة للخطر، حيث وكانت استراتيجية الأمن القومي الأمريكية قد صرحت في العام 2017 أن البيئة الدولية للنظام العالمي تتجه نحو مزيد من الفوضى والمنافسة الاستراتيجية وانتشار الوسائط التقانية وتهديد المصالح الاقتصادية الأمريكية.

 

ولهذا السبب –حسب الصحيفة- فقد اعتمدت الاستراتيجية الأمريكية العمل من العمق، أي تحديد ما من الممكن أن يشكل خطرا عليها في أماكن وقوعها ضمن دول أخرى بدلاً من انتظار وصول تلك المشاكل إلى الولايات المتحدة. غير أن تحقيق امريكا لهذه الاستراتيجية لم يتوقف عند الناحية العسكرية فقط، بل عملت الولايات المتحدة على تعزيز الصلات الدبلوماسية وعناصر أخرى فاعلة على المستوى الاجتماعي في الدول الأخرى.

 

وتطبيقاً لهذه الاستراتيجية فقد عمدت الولايات المتحدة إلى التصرف ضمن البلدان البعيدة عنهاـ وقد أصبحت هذه الاستراتيجية ذات أهمية بالغة بالنسبة لولايات المتحدة. كما أنها تعمد إلى الاعتماد على حلفائها في مناطق مختلفة من العالم رغم فشل أمريكا في الاعتماد على حلفائها في مواجهة القضايا الأبرز، خاصة وأن بعض تلك التحديات تهدد بإطاحة أمريكا خارج النظام العالمي.

 

لقد كان شعار ترامب "أمريكا أولاً" يحمل معنى "أمريكا معزولة" نظراً لأن ترامب لم يدرك أهمية التحالفات التي انسحب من بعضها فضلاً عن تقويضه للعلاقات مع دول هامة في العالم، والسبب في ذلك هو أن الدول الحليفة قد تختار أن تصالح الدول التي تناوئ أمريكا، كما أن تلك الدول قد تحتار العمل مع بعضها دون أن تشرك أمريكا معها، خاصة بعد تخلي الولايات المتحدة عن معاهدات سابقة كانت قد أبرمت مع تلك الدول.

 

خلاصة القول إن سياسة ترامب تسببت بعداوات بين الولايات المتحدة وبين عدد من حلفائها فضلاً عن الدول التي تحدت منطق الهيمنة الأمريكية، غير أن منطق "القيادة من الخلف" الذي انتهجه أوباما، والذي يبدو أن بايدن سيسير عليه سيعمد إلى إذكاء نار الفتنة بين عدد من دول العالم من جهة، إضافة إلى تعمد إثارة القلاقل ضمن الدول من جهة أخرى. ولعل ترامب لم يضف شيئاً إلى تاريخ السياسة الأمريكية إلا المجاهرة بمطامع أمريكا سواء في الدول الحليفة أو الدول التي لا تريد الخضوع لها.

 

فريق الترجمة

2020-11-24