شهد سوق الدواجن مؤخّراً تذبذباً في الأسعار، مع سجال دائم بين مسؤولي وزارة الزراعة المختصين من جهة، ومربّي الفروج والصوص من جهة أخرى، والتساؤل المثار حالياً، هل لاقى تحذير وزارة الزراعة الأخير بخصوص طرح سعر مركزي لأسعار الدواجن صدى حقيقياً؟!.
هذا ما لمسه المتابعون لسوق الدواجن، وخاصّة مع قرب انتهاء مهلة العشرين يوماً التي منحها وزير الزراعة لمربّي الصوص بجميع حلقات القطاع لتشكيل فرق عمل تقدّم حلولاً لمشاكل القطاع " ما لها وما عليها "، ولكن البعض يقول إن انخفاض سعر الفروج المتوقّع سيحدث بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلك وليس بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج ! ما سيدفعه للارتفاع مجدّداً.
وحول الحلقة الأقوى في ارتفاع الأسعار وهي الأعلاف، اتّهم بعض مربي الصوص القطاع الحكومي والمؤسسة العامة للأعلاف بشكل خاص، "بالتقصير بتوفير البدائل المحلية "، وفي عدم السيطرة على تجار العلف المستورد.
وفي هذا السياق قال أحد تجار الدواجن (فروج وصوص) مازن مارديني بلقاء خاص مع موقع وزارة الإعلام، إن مربي الصوص أو الدجاج يشتري الأعلاف المستوردة من التجار بسعر السوق السوداء رغم أن عملية الاستيراد تتم وفق سعر المركزي (المدعوم) مشيراً إلى أن المربي لا يستطيع أن يشتري من المستورد مباشرة وإنما من خلال" شقيع أعلاف" وغيره مما يحمّله عبئاً إضافياً على التكلفة.
وانتقد مارديني، قروض المصرف الزراعي، بسبب وجود فوائد لا تراعي الخسائر المحتملة سواء في موضوع تأمين العلف أو الكوارث الطبيعية والأمراض الطارئة، مشيراً إلى أنه ليس هناك بدائل علفية محلية يمكن الاعتماد عليها حتى اليوم، فلا يمكن الاعتماد على " التجربة " والقطاع منهك!
ولفت مارديني إلى عدم كفاية الخلطات العلفية المدعومة التي تقدّمها المؤسسات المعنية للمربين رغم انخفاض سعرها بنسبة 20_ 25 بالمئة، منوّهاً أن مؤسسة الأعلاف لم تقم بواجبها ولذلك نحن مضطّرون للّجوء إلى جهات استغلالية.
وعوّل مارديني على قوّة الدولة مقترحاً أحد الحلول في أن تكون هي المستورد للأعلاف أو أن تقوم بشراء العلف بالسعر النظامي من الجهات المستوردة وبيعها للمربي المحلي، عازياً أن جزءاً من أزمة ارتفاع الأسعار بسبب التّهريب، مؤكّدا توفّر معلومات حول تهريب الفروج والبيض إلى الشمال السوري.
المؤسّسة العامة للأعلاف ردّت على ما يتناقله مربو الدواجن عن تقصيرها بتزويدهم بكميات أعلاف مناسبة والتسعير العشوائي بالقول إنها تحدّد سعر مركزي لكافة المواد العلفية التي يتم بيعها في مراكز توزيع الأعلاف المنتشرة في المحافظات.
وأكّد مدير المؤسسة المهندس عبد الكريم شباط، أن العامة للأعلاف قدّمت دعماً كبيراً لقطاع الدواجن وبأسعار مناسبة جداً وبأقل بكثير من أسعار مثيلاتها في السوق المحلية مع الإشارة إلى أن المؤسسة قامت خلال النصف الأول من هذا العام بتوزيع كمية من الأعلاف مقدارها ٣٠٥ ألف طن مقارنة في النصف الأول من العام الفائت حيث تم توزيع ٣٦ ألف طن فقط، أي أن هناك زيادة بنشاط المؤسسة هذا العام بنسبة ٨٥٠ بالمئة.
وكشف عبد الكريم أنه سيتم قريباً استلام معمل تصنيع الأعلاف بحلب وسيتم تخصيص أحد خطي الإنتاج "لإنتاج الجواهز العلفية" لقطاع الدواجن.
وما بين مربي الدواجن ومؤسسة الأعلاف افتقد المواطن من البيض واللحم الأبيض على أمل أن تسهم تحذيرات وزير الزراعة لكبار مربي الصوص بعودة منتجات الدواجن إلى الأسواق وبأسعار تتناسب وقدرة المواطن على الشراء.
وزارة الإعلام- فريق المراسلين