من خطوط الطاقة إلى خيوط الدستور.. أوراق منظومة العدوان تتطاير!!

بقلم :أحمد حمادة


لم تبق جريمة ضد الإنسانية، ولم تبق جريمة حرب في قواميس الجرائم التي عرفتها البشرية في تاريخها، وتلك التي طالبت القوانين الدولية بمحاسبة مرتكبيها، إلا وارتكبتها منظومة العدوان بحق السوريين خلال السنوات العشر الأخيرة من عمر الحرب الإرهابية التي شنتها عليهم وعلى ودولتهم ووجودهم وحضارتهم.

ومثل هذا الكلام تدعمه مئات الشواهد والأدلة والوثائق والأحداث الجارية التي تكاد تكون على مدار الساعة، فما أن فرغ العالم من مشاهد جريمة التعطيش (المستمرة) التي أقدم عليها النظام التركي ومرتزقته بحق أكثر من مليون مواطن سوري في الحسكة وريفها، حتى انتقلت منظومة العدوان إلى مرحلة تالية من إرهاب السوريين ومحاصرتهم بكل ما تملكه من وسائل رخيصة، وكان العنوان الأبرز تفجير خط الغاز الذي يمد السوريين بالطاقة.

ففي الميدان، وبعد أن أفلست منظومة العدوان وخسرت معظم أوراقها الإرهابية المهترئة، أوعزت لإرهابييها الدواعش بالقيام باعتداء إرهابي جبان عبر تفجير خط الغاز العربي بين منطقتي الضمير وعدرا لتحرم السوريين من النور والكهرباء والغاز والطاقة بعد أن حرمتهم من الماء والدواء والغذاء على مدى سنوات، ولتؤكد للعالم كله أن سلاحها الوحيد الذي تتفاهم به مع الشعوب هو سلاح الظلام والتكفير والخراب.

وفي ميدان السياسة استمرت منظومة الإرهاب بقيادة واشنطن بمحاولة العبث بالمشهد السياسي، واستغلال انعقاد اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف للتشويش عليها، ومحاولة فرض أجنداتها عليها، بل حاولت من خلال العمل الإرهابي المذكور، الذي تزامن مع انعقاد اللجنة، ممارسة الضغط على الحكومة السورية للحصول على أي تنازل منها، دون أن يدرك حكام المنظومة العدوانية أنهم لم يحصلوا على تفصيل خيوط دستور سوري على مقاساتهم بالعدوان العسكري المباشر وعبر كل الإجرام والقتل والحصار والتعطيش والتجويع فكيف لهم أن ينالوه بالضغط السياسي الواهي.

لكن أميركا وأدواتها وأبواقها لم يدركوا بعد أن السوريين انتصروا بإرادتهم الحرة وهمة جيشهم الأبي على الإرهاب ودحروه من معظم أراضيهم، وانتصروا على سياسات التجويع والتعطيش والحصار، وجعلوا من إرهاب "قيصر" ورقة محترقة فضحت زيف الغرب وتشدقه بالإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان، وأنهم سيطوون كل محاولة إرهابية جديدة بحقهم مهما كان حجمها سواء جاءت تحت عباءة تدمير خطوط الطاقة أو الوهم بدستور يخدم أجنداتها الاستعمارية.

 

2020-08-27