منح الرئيس بشار الأسد، أرفع وسام في الجمهورية العربية السورية، لقائد «فيلق القدس» الشهيد الفريق قاسم سليماني، الذي اغتالته أميركا في غارة جوية في الثالث من الشهر الجاري في العاصمة العراقية بغداد. وقال رئيس مجلس الوزراء عماد خميس خلال جلسة المباحثات في طهران والتي ترأسها مع النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن الرئيس الأسد منح قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أرفع وسام في سورية. وأضاف خميس: إن «منح الوسام يكشف مودة الرئيس الأسد العميقة لسليماني وإخوانه في إيران».
أمر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الأجهزة المعنية بتنفيذ القانون المعدل «قانون الرد بالمثل» على قرار واشنطن المتمثل بوضع الحرس الثوري الإيراني على اللائحة الأميركية المتعلقة بالإرهاب، على حين أعلن رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي أن بلاده ستقدم شكوى في المحافل الدولية لمقاضاة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، أن «قانون الرد بالمثل» ينص على تصنيف القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» وكافة القوى والمؤسسات المنضوية تحتها على لائحة الإرهاب وذلك في سياق الرد بالمثل على قرار أو إجراء الولايات المتحدة الأميركية الرامي إلى تقويض السلام والأمن الإقليمي والدولي.
اعتبر وزير العدل والنائب العام الأمريكي، ويليام بار، أن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، تمتع بصلاحيات كاملة في أمر قتل قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني. وقال بار، في مؤتمر صحفي، إن "سليماني بالتحديد كان هدفا عسكريا مشروعا" لأنه تحمل المسؤولية عن الجهود لشن هجمات ضد الولايات المتحدة، مشددا على أن اغتياله "مثل عملا قانونيا للدفاع عن النفس لأنه أحبط حملة الهجمات المنفذة ضد الأمريكيين وأعاد الردع". في هذه الأثناء،أعلن العضو الجمهوري في مجلس النواب للكونغرس الأمريكي، كيفين ماكارتي، أنه يعتزم التقدم بمشروع قانون في الكونغرس دعما للمحتجين في إيران.
الصحافة الأمريكية
كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حول انقسام متزايد بين المواطنين الأمريكيين بسبب "استفزازات" رئيس بلادهم، دونالد ترامب، مع إيران، وخاصة قتل قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني. وقالت إن ترامب تمكن خلال حملته الانتخابية السابقة قبل استحقاق 2016، من حصد دعم واسع من المواطنين وإعادة تشكيل حشود مؤيدي الحزب الجمهوري عبر انتقاداته اللاذعة لمشاركة الولايات المتحدة في حروب كثيرة بمنطقة الشرق الأوسط. واشارت غلى أنه هذا هو بالذات ما حصل في مدينة دوبيوك بولاية آيوا الأمريكية، حيث صوتت لأول مرة منذ 1956 لصالح مرشح جمهوري في انتخابات الرئاسة، بسبب وعوده حول وقف الحروب وسحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط. ولفتت إلى أن نجاح ترامب في طريقه إلى الولاية الثانية، في دوبيوك وأماكن كثيرة مماثلة، يتوقف بقدر كبير على قدرته على إقناع الناخبين بالتحول عن الحزب الديمقراطي، إلا أن شبه نزاع جديد في الشرق الأوسط، وهذه المرة مع إيران يهدد الائتلاف السياسي الذي شكله ترامب عام 2016، حينما تمكن من الحصول على دعم كبير من الناخبين الذين اعتبروا سابقا الحزب الجمهوري غير مبال، خاصة عندما دار الحديث عن الخسائر البشرية خلال الحروب. وختمت أن استفزازات ترامب مع إيران زادت من انقسام البلاد المستنزفة بالمعارك السياسية المستمرة والفوضى على مدار 3 سنوات.
رأت مجلة فورين بوليسي أن محاولات إيران تصوير نفسها ضحية للعدوان الأمريكي بعد مقتل سليماني، تحولت إلى كارثة علاقات عامة. وأشارت إلى أن الكارثة الإيرانية نبعت من آلاف المتظاهرين الذين تدفقوا إلى الشوارع احتجاجا على أكاذيب حكومتهم، فبعد 3 أيام من النفي أعلنت الحكومة مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة. ولفتت إلى أن التظاهرات العفوية تعد تحديا قاتلا لقادة النظام الذي كان قادرا على سحق تظاهرات سابقة. واوضحت أن إدارة ترامب حققت ما لم تحققه أي إدارة من قبلها، من خلال ممارسة أقصى ضغط وبناء استراتيجية ردع، وأضرت بشكل كبير باقتصاد إيران، لكن في التاريخ أمثلة قليلة عن تغيير للنظام بسبب الضغوط الخارجية دون أن ترفق بقوة عسكرية. واوضحت أن التظاهرات الأخيرة لم تقتصر فقط على الطلاب، بل الطبقة المتوسطة مقارنة مع احتجاجات الطبقة العاملة التي خرج أبناؤها إلى الشوارع العام الماضي. واعتبرت أن خروج المتظاهرين أثر على جهود وزير الخارجية محمد جواد ظريف في التقرب من الدول الأوروبية وتقديم إيران بأنها ضحية للتهور الأمريكي، مشيرة إلى أن من الأخطاء الأخرى التي أثرت على حملة العلاقات العامة الإيرانية هي احتجاز السفير البريطاني المؤقت في طهران بعد مشاركته في تظاهرة صامتة لإحياء ذكرى القتلى في الطائرة. وختمت أن أنصار ترامب في الكونغرس رحبوا بالتظاهرات التي رأوا فيها تأكيدا لصحة قراره بقتل سليماني.