حرييت: طرابلس "خطاً أحمراً"..مقر رئيسي للجيش التركي سيتم إنشاؤه فيها


ذكرت صحيفة "حرييت" التركية أنّ أنقرة تعتبر طرابلس "خطاً أحمراً" سواء إن دخل وقف إطلاق النار في ليبيا حيز التنفيذ أم لا. وأشارت إلى أنّه على الرغم من إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقف إطلاق النار في ليبيا بدءاً من منتصف ليل 12 كانون الثاني، إلاّ أنّ القوات المسلحة التركية لم تتباطأ بتجهيزاتها تجاه طرابلس.
ونقلت عن مصادر رئاسية، أنّ المقر الرئيسي للجيش التركي سيتم إنشاؤه في العاصمة طرابلس. وأضافت أنّه من المقرر أن يضم المقر قادة ومسؤولين من القوات الثلاث؛ البرية والبحرية والجوية بقيادة جنرال برتبة فريق. ولفتت إلى أنّه في المرحلة الأولى، فإنّه من المقرر أن يصل إلى طرابلس عناصر مسلحة من القوات البرية والجوية.
وسيتم تشكيل جسر جوي بين تركيا والعاصمة الليبية، حيث ستهبط الطائرات التركية في طرابلس. وأوضحت أنّ أنقرة لن تمنح ضوءاً أخضر لسيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس، وستستخدم القوات البحرية والبرية والجوية لمنعه، في حال وضع ثقله على الاستيلاء عليها.
اعتبر سيث فرانتزمان في موقع "ميدل إيست فورم" الأمريكي أنه عند إرسال مجموعات سورية متمردة للقتال في ليبيا بالنيابة عن تركيا، سيجد هؤلاء أنفسهم أنهم اقتلعوا من إدلب كي يُقتلوا في ليبيا، وهم يحاربون لصالح حكومة الوفاق في طرابلس وخدمة لمصالح تركيا، فيما يعاني أهاليهم في إدلب حالياً.
وأضاف الكاتب أنّ الاتفاق الذي وقعته تركيا مع حكومة الوفاق الليبية قدّم لتركيا فرصة كي توسّع عمليات عسكرية شنتها في سورية والعراق، وقواعد أنشأتها في قطر والصومال، وإرساء لوجودها في منطقة في شمال أفريقيا للمرة الأولى منذ عام 1912، ولكنْ كما فعلت في سورية، لا ترغب أنقرة باستخدام جيشها للقتال في ليبيا، ولذا لوّحت بتجنيد سوريين للقتال والموت من أجلها، ممّا أثار جدلاً واسعاً.
ولفت الكاتب إلى أنّ تركيا، في عهد أردوغان، تستعرض بازدياد نفسها كزعيمة لقسم من العالم الإسلامي، وعندما تقول أنقرة إنها ستقوم بعمل ما، فهي تدبر له، فقد أشارت طيلة سنوات إلى عزمها على غزو عفرين في سورية، وقد فعلت ذلك في كانون الثاني 2018، وظلت تردّد على مدى سنوات إنها ستغزو شرق سورية، وقد غزته فعلاً في تشرين الأول الماضي.
ورأى الكاتب أنّ دعم روسيا لهجوم الجيش السوري على إدلب يجعل الاتفاقيات التي تمّ توقيعها بين موسكو وأنقرة حول إدلب في أيلول 2018، وفي تشرين الأول الماضي حول منطقة تل أبيض بدون قيمة فعليّة.
وفي سياق متصل بملف نقل المقاتلين من إدلب إلى ليبيا أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة القضاء على الارهاب في سورية بشكل نهائي وعودة كامل المناطق إلى سلطة الدولة السورية وحل الأزمة فيها وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وإعادة الاعمار وعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.
وأوضح بوتين خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في موسكو أن عملية نقل الكثير من الارهابيين من ريف إدلب إلى ليبيا “أمر بالغ الخطورة” وقال: “حسب المعلومات التي تتوافر لدينا هناك عدد كبير من المسلحين الذين تم نقلهم إلى ليبيا من منطقة خفض التصعيد في إدلب، هذه العملية خطيرة جدا”.

 

2020-01-12