الفيتو الروسي ــ الصيني السابع والفيتو الروسي الرابع عشر، والولايات المتحدة "تشعر بخيبة أمل عميقة"

للمرة الرابعة عشرة، تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو) في التصويت على مشروع قرار يخص الشأن السوري في مجلس الأمن الدولي، والفيتو السابع المشترك بين الصين وروسيا اتجاه الأوضاع في سورية. وخلال عامي 2017 و2016 استخدمت روسيا الفيتو سبع مرات ضد مشاريع قرارات في مجلس الأمن حول الأزمة السورية لدعم الحكومة وصوتت الصين إلى جانب روسيا في مرتين منها.

وكان آخر هذه الفيتوات الروسية - الصينية المشتركة، ما حدث في الأمس، حيث صوتت موسكو مع الصين ضد مشروع قرار قدمته ألمانيا وبلجيكا والكويت، يقضي بتمديد عبور مساعدات من الأمم المتحدة عبر الحدود السورية، ومن دون إذن الحكومة في دمشق.

وبينما صوّت أعضاء المجلس الآخرون وعددهم 13 لمصلحة المشروع الثلاثي، طرحت موسكو في المقابل مشروع قرار معدّلاً عن النص الذي عارضته، لكنه لم يمرّ بدوره، حيث صوت مجلس الأمن بعد ذلك على مسودة القرار الذي صاغته روسيا الذي يسمح بنقطتي عبور تركيتين لمدة ستة أشهر فقط لكن القرار لم يحصل إلا على تأييد خمسة أصوات مقابل رفض ستة وامتناع أربع دول عن التصويت. وقال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة للمجلس ”من انتصر  اليوم؟ لا أحد.. من خسر؟ الشعب السوري“. وأضاف أن الوضع الإنساني في سوريا تحسن بشكل جذري وأن على المجلس الاعتراف بهذا التغيير“.

وكان القرار الذي صاغته بلجيكا والكويت وألمانيا ورغبوا بتمريرة سيسمح بوصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود لمدة 12 شهراً، من نقطتين في تركيا وواحدة في العراق، لكن روسيا أرادت الموافقة على المعبرين التركيين لمدة ستة أشهر فقط.

أما المشروع الروسي (الذي رُفض) فقد طرح مقترحاً باستبعاد دخول المساعدات عبر معبري الرمثا (مع الأردن) واليعربية (مع العراق)، من دون إدراج تل أبيض كنقطة دخول جديدة، كما يدعو إلى «توفير المساعدات لجميع المناطق السورية التي هي في أمسّ الحاجة إليها، ولا سيما إدلب».

وتم تأجيل التصويت أمس، وإسقاط نقطة العبور الأردنية من المشروع الثلاثي، ليتاح لموسكو دراسة النص، غير أن ذلك لم يكن كافياً لإقناعها بالتصويت لمصلحته، وهي التي مررته العام الماضي بعد اعتراض مماثل.

وفي ردود الفعل على الفيتو المشترك أعربت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، عن "صدمتها" إزاء استخدام روسيا والصين حق النقض بمجلس الأمن الدولي، لمنع صدور قرار يتعلق بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية.

جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلت بها مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة كيلي كرافت، بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، التي تولت بلادها رئاسة أعمال مجلس الأمن الشهرية.

وقالت كرافت، "أنا في حالة عميقة من الصدمة، وهذه الحالة مستمرة معي وأنا اتحدث إليكم الآن، وكما تذكرون فقد تحدثت في بداية هذا الشهر عن مصداقية مجلس الأمن وإعمال مبدأ المحاسبة، واليوم أخذنا خطوة هائلة للوراء في المصداقية". وأضافت السفيرة الأمريكية "أشعر بخيبة أمل عميقة إزاء نتيجة اجتماع المجلس اليوم". ورأت السفيرة بعد التصويت اليوم، أن العواقب «ستكون كارثية»، واصفة الفيتو الروسي ــ الصيني بأنه «طائش وغير مسؤول وقاس».

واستدركت: "لكن ما يمكنني قوله الآن إننا سنستمر في كل يوم خلال موسم العطلات، في العمل من أجل التوصل لمشروع قرار جديد قبل حلول العاشر من كانون الثاني المقبل".

علماً بأن القرار الأممي الذي يتيح دخول المساعدات سينتهي في العاشر من الشهر المقبل، وينتظر أن تتكثف النقاشات الدولية قبل هذا الموعد، في محاولة للوصول إلى صيغة وسطية يقبل بها أعضاء المجلس.

وكانت نائبة مدير ملف المساعدات في الأمم المتحدة، أورسولا مولر، قد حذّرت المجلس، أمس، من أنه «بدون عبور المساعدات عبر الحدود... سنرى نهاية فورية للمساعدات التي تدعم ملايين المدنيين، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة سريعة في الجوع والمرض، ما يؤدي إلى الموت والمعاناة والمزيد من النزوح».

يذكر بأن الصين ومنذ انضمامها إلى مجلس الأمن في عام 1945 -مُمثّلة في البداية بجمهورية الصين حتى سنة 1971 ومن ثم بجمهورية الصين الشعبية- فإن الصين تُعتبر أقلّ الدول الأعضاء استخداماً لحق الفيتو (تُعدّ روسيا- ممثلة بالاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية- الأكثر استخداماً للفيتو بـ 113 مرّة، تليها الولايات المتحدة الأميركية بـ 81 مرّة، والمملكة المتحدة بـ 29 مرّة، وفرنسا بـ 16 مرّة). بيد أن هذا التوجُّه قد تغيّر على نحوٍ مُثير للاهتمام منذ سنة 2011، وذلك عندما استخدمَت الصين حق الفيتو 6 مرّات ما بين عامَي 2011-2017، وذلك من أصل 13 مرّة منذ انضمام الصين إلى المجلس وحتى تاريخه.

 

 

وفيما يلي تواريخ الفيتوات الروسية- الصينية المشتركة اتجاه الأوضاع في سورية منذ العام 2011 وحتى اليوم. 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2011

 

 

4 فبراير/ شباط 2012

19 يوليو/ أيلول 2012

22 مايو/ أيار 2014

5 ديسمبر/ كانون الأول 2016

28 فبراير/ شباط 2017

19-  ديسمبر/كانون الأول 2019

2019-12-21