"ميل أون صنداي": مادة الكلور التي عثر عليها في موقع الهجوم الكيميائي المزعوم في"دوما" كانت بكميات صغيرة ولا تتجاوز ما يمكن العثور عليه في أي منزل

 

كشفت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية عن أنّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أخفت أدلة تتناقض مع رواية وقوف الحكومة السورية وراء الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما في نيسان عام 2018، مؤكدةً أنّ مادة الكلور عثر عليها في موقع الحادث بكميات صغيرة لا تتجاوز ما يمكن العثور عليه في أي منزل.

ولفتت إلى أنّ إحدى الأسطوانتين عثر عليها على سرير داخل غرفة ومن غير الواضح كيف وقع هناك، مشددةً على "ضرورة إجراء تحقيقات إضافية لتوضيح هذه "النقاط الغامضة"، وبعد ذلك زار المهندس الكيميائي المخضرم ذو الخبرات العسكرية، يان هندرسون، مدينة دوما لإجراء مزيد من الفحوص.

وأشارت إلى أنّ هندرسون كان يتطلع إلى ضم استنتاجاته إلى تقرير المنظمة، غير أنّ إدارتها لم توافق، وبعد ذلك وضع الخبير نسخة من وثيقة تضم استنتاجاته في أرشيف داخلي خاص بالمنظمة"، مؤكدةً أنّ "إدارة المنظمة حذفت من التقرير النهائي استنتاجات رئيسية للخبراء تشير إلى أنّ إفادات شهود العيان المفترضين ومشاهد "الهجوم" المزعوم لا تتوافق مع فرضية استخدام الكلور أو أي غاز آخر معروف للخبراء.

وكان مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكساندر شولغين  قد صرح في العام 2018 بأن موسكو ستعمل ما بوسعها لنقل "طفل الفيديو" السوري الى مقر المنظمة في لاهاي. وأضاف شولغين أنه لا يوجد هناك أي أسلوب آخر لإقناع الغرب بالطابع المسرحي للصور وتسجيلات الفيديو التي تم نشرها في الإنترنت. وردا على سؤال صحفي حول احتمال حظر خطاب الطفل في لاهاي قال: "كل شيء ممكن".

وكان الطفل السوري حسن دياب قد تحدث للإعلام عن تفاصيل تصوير الفيديو المفبرك من قبل منظمة "الخوذ البيضاء". وقال إنه كان مع أمه في القبو عندما نادوا عليه من الشارع للذهاب إلى المستشفى. وعندما دخلت أسرته المستشفى أخذه بعض الأشخاص وبدأوا صب المياه عليه. وأكد أبو حسن أقوال ابنه هذه، مضيفا أنه لم يحدث أي هجوم كيميائي في دوما.

وتحدث الصبي السوري حسن دياب عن تفاصيل تصوير مقطع فيديو عرض من قبل "الخوذ البيضاء" ومشاركته فيه كضحية لـ"الهجوم الكيميائي" في دوما.  وقال دياب: "لقد كنا في القبو عندما قالت لي أمي اليوم ليس لدينا ما نأكله، سنأكل غدا، آنذاك سمعنا صراخ في الشارع، اذهبوا إلى المستشفى، فركضنا إلى المستشفى وما إن دخلنا أمسك بي أحدهم وبدأ يصب الماء علي، ثم وضعني على السرير بجانب أشخاص آخرين"، بحسب ما نقلته قناة "روسيا 24".

وذكر  في وقتها مراسل القناة التلفزيونية العسكري في سورية، يفغيني بودوبني، إلى أن الصبي أُجبر على الظهور في الفيديو. ولم يعثر الصحفيون الأمريكان على دليل لوجود "هجوم كيميائي" في دوما السورية. ويقول المراسل: "لم يكن لدى الصبي ما يأكله، وقد عُرض عليه الرز والتمر والكعك مقابل المشاركة في التصوير".

وأكد والد الطفل كلماته وقال: "لم يكن هناك هجوم كيميائي في المدينة". وأضاف والد الصبي: "عندما علمت أن ابني في المستشفى، طلبت ترك وظيفتي وركضت إلى هناك، لم يكن هناك سلاح كيميائي، وأنني وقفت في الشارع ودخنت ولم أشعر بشيء، دخلت إلى المستشفى ورأيت عائلتي، وأعطى المسلحون بعض التمر والرز والكعك مقابل المشاركة في التصوير ثم سمحوا لنا بالذهاب إلى المنزل، وكان ابني بصحة جيدة".

وعلى أثر هذا الهجوم الكيماوي المفبرك تعرضت سورية، في فجر السبت 14 نيسان، إلى قصف صاروخي شنته القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، تحت ذريعة استخدام سلاح كيميائي في دوما، في وقت أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أنه لم يكن هناك أي هجوم كيميائي ودعت خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إجراء تحقيق في المنطقة.

2019-12-18