الدستور يكتب بدماء السوريين قبل مدادهم


 بقلم: عبد الرحيم أحمد


لقد سدد أصحاب المخطط التآمري ضد سورية سهامهم ونيران حقدهم مع أول رصاصة من بندقية إرهابي في عام 2011 على دستور الجمهورية العربية السورية، ومذ ذاك وهم يحاولون ميدانياً وسياسياً اقتحام أسوار الدستور الذي يشكل مع الجيش العربي السوري ضمان سيادة سورية وسلامة ووحدة أراضيها.

على امتداد السنوات التسع من عمر الحرب الإرهابية على سورية كان الهدف الأول لعشرات الدول المنخرطة فيها تحطيم بينة الدولة السورية القوية وتفكيك بنيتها الدستورية والسياسية والعسكرية.

فالدستور الذي كتبه السوريون قبل عقود من الزمن مع شعاع الاستقلال وبعده، غير مرغوب في الغرب الاستعماري، فهو يشكل حصناً للسوريين من التفكيك والتفتيت الذي ابتليت به بعض دول المنطقة، لذلك لابد من الهجوم عليه من جديد.

اليوم يشاهد السوريون كيف يعطل بعض أعضاء لجنة مناقشة الدستور ممن جرى تعيينهم في أقبية استخبارات النظام التركي ومن خلفه الأميركي.. كيف يماطلون لتمرير أجندات مشغليهم، فكل ما يشغل بال السوريين بعيد عنهم، وكل جامع للسوريين خارج تفكيرهم، فليس مسموح لهم إلا أن يتحدثوا بلكنة عثمانية دفع السوريون دماً للتخلص منها قبل قرن من الزمان.

كيف لمجموعة تدعي أنها سورية، أن تتحدث بلسان النظام التركي الذي يدعم الإرهاب في إدلب ويعمل على تهجير وقتل السوريين في مناطق شمال الجزيرة السورية؟؟ وكيف لهم أن يقبلوا العمل لخدمة نظام يعمل على تتريك المناطق التي احتلها ومرتزقته من الإرهابيين من أسماء الشوارع إلى المدارس والجامعات.. فمن يقبل لنفسه ذلك هو خارج ضمير السوريين.

يعلم السوريون أن الدول المنخرطة في الحرب على سورية منذ تسع سنوات تواصل استهداف اقتصادهم ولقمة عيشهم، وأن الحرب مازالت قائمة ويدهم على الزناد ومقاومتهم على أشدها ميدانياً وسياسياً واقتصادياً.. فليس بينهم من يتراخى على أبواب النصر، وليس منهم من يقبل بأقل من انتصار يوازي الدماء التي أريقت من أجل حماية دستور الوطن وسيادته واستقلاله.

السوريون يكتبون دستورهم منذ تسع سنوات بدمائهم قبل مداد أقلامهم ولم يجف حبر الدم الممتد من ثورة الاستقلال وتشرين التحرير.. فليراجع الواهمون التاريخ وليقرؤوه جيداً.

 

2019-11-27