إرهابيون ولصوص

بقلم: جمال ظريفة

أظهرت الأزمة في سورية عبر السنوات الثماني الماضية، أن كل المشاركين فيها في الداخل والخارج ليسوا فقط إرهابيين بل لصوصاً غايتهم النهب والسلب احترفوا السرقة وجعلوها مصدر عيشهم غير آبهين بمعاناة الشعب السوري وآلامه.

وآخر ما تفتق به هؤلاء الشرذمة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن على شاشات التلفزة العالمية من دون خجل سرقته للنفط السوري، حيث أعادت قوات الاحتلال الأمريكي تموضعها وتمركزت في حقول النفط بحجة «حمايتها» من «داعش».

أما لص حلب الإخونجي غير الملتحي رئيس النظام التركي رجب أردوغان فيأتي على رأس قائمة السارقين والذي سبق أن أحال المدينة الصناعية في حلب إلى أثر بعد عين، بعدما فكك أزلامه وأتباعه من إرهابيين معاملها وباعوها في تركيا بربع ما تساوي, إضافةً إلى سرقة المتاحف والأماكن الأثرية وبيعها في تركيا أو تمريرها عبر أراضيها والتي بيعت بثمن بخس مقارنة بقيمتها الحضارية والتي تعتبر شاهداً على أصالة حضارتنا وتجذرها في التاريخ.

كما سرق هذا اللص المحترف أموالاً غربية كانت موجهة لمساعدة المهجرين السوريين والذي استغل تخوف أوروبا من تدفق المهجرين وقبض أثماناً باهظة مقابل المتاجرة بإنسانية هؤلاء الأشخاص ولقمة عيشهم.

السرقة الممنهجة بدأت مع بداية الحرب على سورية فقد بدأ الإرهابيون بسرقة مؤسسات الدولة وتخريبها وسرقة أثاث المنازل التي استولوا عليها وحتى المساعدات التي كانت تأتي للمواطنين المدنيين الذين كانوا محتجزين من قبلهم كانت تسرق ويتم المتاجرة بها وإعادة بيعها بأضعاف ثمنها.

متزعمو التنظيمات الإرهابية تحولوا من شذاذ آفاق إلى «رجال أعمال» في الدول المجاورة وأوروبا والذين تاجروا بدماء الشعب السوري وقبضوا ثمن لصوصيتهم بالعملة الصعبة.

حتى من أتى من بريطانيا وأسس جماعة «الخوذ البيضاء» بحجة العمل الإنساني جاء بغية السرقة أيضاً لكن هذه المرة سرقة الأعضاء البشرية والاتجار بها.

2019-11-23