حين يتفاصح رعاة الإرهاب… مدح أقبح من ذم


بقلم: ديب علي حسن

يكاد المجرم أن يقول خذوني، لكن الأمر تجاوز المقولة إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، فالوقاحة التي تمارس سراً وعلناً وجهراً على مرأى ومسمع العالم كله تدل على التحولات التي جرت في العالم وكانت الولايات المتحدة سبباً رئيساً فيها، وبالتاكيد نحو أن تكون أكثر سوءاً، وعدم احترام المواثيق والقيم والمعاهدات الدولية، والاتجاه لرعاية الإرهاب من أجل تحقيق الغايات والأهداف.

ولهذا لم يعد مستغرباً أن ترى وتسمع من يمارس الإرهاب ويرعاه ويدعمه، ويمده بكل أسباب الوجود والاستمرار، وهو يكيل المدح لمن يمد يده الإجرامية تمويلاً وتسليحاً مساعداً إياه.. النظام التركي الوالغ بالدم السوري منذ تسع سنوات، يمضي بوقاحته ويصب زيت كازه على النار، ويوجه الشكر علناً لمن يقف معه في عدوانه على الأرض السورية، واللافت في الأمر أن كلا الجهتين مشيخة أو فقاعة الغاز، والنظام التركي، يعملان أجراء لدى المشغل الرئيس، الولايات المتحدة الأميركية، وهما في محصلة الأمر أدوات تنفذ ما تؤمر به وليس ما يخطر ببالها، بل تتوهم أنها قادرة على فعل ذلك.

وهذا المدح الذي يجب أن يكون وثيقة على انخراط المشيخة القطرية بالعدوان على سورية وتقديمها الدعم لممارسي الإرهاب هذا المديح ليس إلا وقاحة وفظاظة، ولهو أبشع وأقبح من الذم، فقد يكون من أطلقه بلحظة ما ظن أن جرائمه ومن يقف معه قد تمضي وتمر من غير حساب متكئاً على الدعم الأميركي، ولكن متغيرات الواقع والميدان، وكل ما يجري يجب أن يقرأ بدقة وعناية، فلا قانون الغاب الذي نراه الآن يسود باق، بل إنه إلى اندحار وانكسار، وساحات الميدان السوري تشهد على أن إرادة الشعوب هي التي تنجز الحقائق على الأرض، والمدح الذي يكيله نظام أردوغان لفقاعة الغاز ليس إلا شهادة على أنهم ضالعون بارتكاب الجرائم، وهي تصل إلى حد الإبادة الجماعية، ولن ينسى العالم هذه الفظائع، فما يرتكبه نظام أردوغان ومن معه، سيكون أمام لحظة المحاسبة، وهم يشهدون على فظائعهم.

2019-11-05