ورشة البحرين.. معادلة طين ناتجها الغبار والعجاج


بقلم: ديب علي حسن


يهرولون وكأنهم في سباق مع كل شيء، لا أحد يدري لماذا يبدو سباق الميدان نحو الانحدار ومستنقع الطين هكذا؟ لماذا يبدو المشهد مفجعاً إلى حد الذهول؟ كل شيء يقدم وعلى بساط المليارات للعدو الذي مازال يحتل الأرض وينتهك الاعراض، بل يزداد وحشية بكل ممارساته التي يندى لها جبين البشرية، ولكن الامر مختلف عند من يهرولون بكل ما بقي لديهم من قوى جسدية هي في الطريق إلى الخور النهائي، وربما هذا ما يجعلهم في عجلة من أمرهم بناء على تعليمات المشغل فلابد من محاولة حصاد شيء ما قبل الانهيار الكامل الذي ينتظرهم مهما طال الزمن، ولاسيما أن ميدان مكافحة الإرهاب يرسم خطوات النصر النهائي، وما أعدوه لسورية لم يستطيعوا أن يصلوا إلى شيء منه.

ورشة البحرين ليست الخطوة الأولى في الهرولة، ولا هي الاخيرة فقد سبقها التطبيع السياحي الذي حاولت بعض القوى المتآمرة على القضية الفلسطينية أن يكون الخطوة، صهاينة في تونس جهاراً ونهارا، وزيادة في محاولة الإذلال دنسوا البيت الذي اغتيل فيه القائد الفلسطيني.

واليوم تكتمل خطوات التآمر بما سمي السلام الاقتصادي، بضعة مليارات موعودة وهي وهم، ستكون هي الثمن إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فلا الأرض المحتلة تعنيهم، ولا الملايين من اللاجئين، ولا الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العربي من قبل الصهاينة، ولا ما تمارسه الولايات المتحدة من ضغط ونفاق على الدول العربية وسلب لكل مقدراتها، وما ورشة البحرين إلا سلسلة أو حلقة من حلقات الدفع بالإكراه أو بالرضى، والسير نحو تصفية القضية الفلسطينية، ويظنون انهم قادرون على فعل ذلك بفعل ممارسة البيت الابيض الذي يحشد من أجل الوصول إلى نقطة النهاية والاحتفاء بما سموه صفقة القرن.

هذا يبدو في المشهد الظاهر، ولكن الحراك الشعبي الذي استعاد وعيه، كفيل بأن يجهز على هذه الهرولة نحو مستنقع الطين، وربما لم يكن يظن هؤلاء أنهم سوف يجابهون بمثل هذه المعارضة الشعبية، ونسوا أو تناسوا أن القضايا الكبرى لايمكن أن تموت، فالمحصلة، معادلة ناتجها غبار وعجاج، ولن تكون أكثر من طين أسود يلوثهم.

 

2019-06-25