الوهم والحقيقة


 بقلم: عبد الرحيم أحمد
على مدى ثماني سنوات تعالت أوهام المعتدين على سورية وتورمت رؤوس أدواتهم الإرهابية بأحلام إسقاط الدولة، وعلى مدى ثماني سنوات كان يقين الحقيقة ملازماً لخطوات الجيش العربي السوري ترسم الواقع وتمسح الوهم من الرؤوس الحامية.

أوهام المعتدين تلونت خطوطاً حمراء وتحصينات إرهابية وعدواناً ثلاثياً، لكنها جميعها تحطمت على صخرة الواقع، وإرادة الصمود التي فرضتها الدولة بقواها المجتمعة من إنسان ومؤسسات وجيش وطني يسطر النصر في كل ميادين القتال.

ويوماً بعد يوم تتكشف الحقائق ويتراجع الوهم أمام قوة الواقع، فرغم تكالب المعتدين ودخولهم المباشر على جبهة القتال إلى جانب الإرهابيين، تخرج أصوات اليأس من صدورهم رغماً عنهم لتعلن أن لا سبيل إلى أكثر من ذلك، وأن لا قوة يمكن أن تقف في وجه الجيش العربي السوري.

الرئيس الأمريكي يريد أن ينسحب، فيجن جنون (حلفائه) الأدوات!! لكن مسؤول إدارته السابق روبرت فورد يؤكد لهم أن واشنطن منسحبة لامحالة، وأن يوم الانسحاب ليس بعيداً مقدماً النصيحة لمن نفخ في رؤوسهم على مدى سنوات، لا تنتظروا من أمريكا شيئاً.

ماقاله فورد، وسبقه كثيرون إلى التعبير عنه سياسياً، لم يكن سوى قراءة واقعية لمشهد تملك فيه الدولة السورية وحلفاؤها اليد الطولى والقول الفصل، رغم الضباب الذي يكتنف سيرورة الأحداث للبعض نتيجة حدة التجاذبات في العلاقات الدولية.

الأوهام التركية في شمال سورية وفي إدلب محمولة على دعم أمريكي منشود، هي صورة عن أوهام بعض الجماعات الإرهابية وميليشيات قسد بهذا الدعم الذي يستثمر فيهم إلى حين تنتهي صلاحية استثمارهم، وهذا فحوى ما قاله فورد الخبير في سياسات بلاده.

جرعات هروين الأوهام تنتشي بها الرؤوس لفترة محدودة لتسقط لاحقاً أمام قوة الواقع، فأردوغان المتجبر سقط في اسطنبول بعد أن توهم السيطرة في عقر داره، وهذا السقوط مقدمة لانهيار ليس ببعيد، والإرهابيون في ريف دمشق وغوطتها وفي الجنوب وقبلها في حلب توهموا قوة لا يملكونها، فكان سقوطهم أمام يقين الحقيقة وإرادة الجيش العربي السوري.

واليوم في إدلب وفي الجزيرة السورية مازالت أوهام البعض تعتاش على أطماع الأمريكي والتركي، لكن تلك الأوهام وإن تراءى للبعض احتماليات حصولها، مصيرها الفشل كسابقاتها وكما حصل في تل ملح والجبين أمس.

2019-07-31