لا مستقبلَ للمطبعين


بقلم: عبد الرحيم أحمد
تسابق بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي محكومٌ بالفشل، ومستقبل أولئك المطبعين أن يصنفهم التاريخ في رفوف الخارجين من ضمير الأمة، وخير دليل على ذلك مشهد أطفال فلسطين يرجمون شياطين التطبيع في باحات المسجد الأقصى بالأمس.

لا شكّ أن مسار التطبيع الذي تقوده هذه الأنظمة مع كيان احتل الأرض وشرد الشعب بدأ يتسم بالعلانية الفجة التي توحي بتناغم غير بريء بين المطبعين وهذا الكيان الاحتلالي، ضد قضية شعب قدّم على مدى سبعين عاماً قوافل الشهداء ولم يزل دفاعاً عن الأرض والمقدسات.

التطبيع العلني يراد منه قتل روح الصمود لدى الشعب الفلسطيني المتمسك بحقه في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس، عبر محاولة بث اليأس والإحباط من نظم عربية متخلّية عن أبسط واجبات الدعم لهذا الشعب، لأن المطبعين ومن معهم من سلطات وحكومات غربية وعربية يدركون تماماً أن لا مستقبلَ لمسارهم في ظل تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وفي ظل صموده ومقاومته لجميع محاولات تصفية حقوقه المشروعة.

يكادُ الشعب الفلسطيني أن يقول لهذه النظم العربية المتخلّية: نحن في غنى عن مساعداتكم ودعمكم وكل ما يخطر في بالكم، لكن إياكم أن تدعموا عدونا الجاثم على صدورنا منذ سبعين عاماً، إياكم أن تكونوا رصاصة قتل في بندقية هذا العدو المجرم.

مشهد أطفال فلسطين «يبصقون» في وجه المطبّع الخليجي في باحات المسجد الأقصى وفي أزقة القدس القديمة، رسالة للعرب والعالم أجمع أن المحتل الإسرائيلي والمصفقين له والمطبعين لن ينالوا من عزيمة هذا الشعب وإرادته للمستقبل الذي يريد ويصنع، وهذا ليس موقف أبناء فلسطين فقط، بل إنه موقف معظم الشعوب العربية التي ترفض هذا المحتل الغاشم وترفض كل من يضع يده بيده ضدّ شعب فلسطين.

رسالة برسالة، رسالة تطبيع من وزير خارجية البحرين بلقائه وزير خارجية العدو الإسرائيلي في الولايات المتحدة، تقابلها رسالة أطفال فلسطين يبصقون في وجه كل المطبعين ويطردونهم خارج باحات الأقصى وحارات القدس العتيقة ليؤكدوا من جديد أن لا مستقبل للمطبعين.

2019-07-24