“حصار” من ذاك الانتصار

 


قدرها النصرُ كما علّمنا التاريخ، لم يستطعْ غزاة العالم تدمير حصونها أو تغيير بوصلتها قيد أنملة وبقيت صامدةً كأبوابها الحصينة، شامخةً كشموخ قاسيون، هي سورية المنتصرة لا محالةَ على كل الأعداء، في الميدان طهّرت أرضها من دنس الإرهاب الأمريكي الغربي الصهيوني بفضل جيشها المغوار وشعبها الأبي ودعم أصدقائها، وفي الحصار هي كالعين التي تقاوم المخرز، لن ينالوا من سورية قلب العروبة النابض مهما أوغلوا في حقدهم عليها.

أعداءُ سورية، وبعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب، وبعد هزيمة مخططهم المشؤوم على الأرض السورية عبر أدواتهم الإرهابية لجؤوا إلى زيادة أدوات الضغط الاقتصادي عبر الحصار ومنع وصول واردات النفط إلى البلاد بهدف النيل من لقمة عيش السوريين في محاولة منهم للالتفاف على تلك الانتصارات وخطوة لمعاقبة هذا الشعب الذي لن يفت في عضد وحدته هذا «الحصار»، ولسان حاله يقول: من ضحى بأغلى ما يملك دفاعاً عن وطنه وأرضه وعرضه لن يدخر جهداً في الدفاع عن لقمة عيشه والصمود حتى النصر بوجه هذه الحرب الاقتصادية الجائرة.

الدّول المعادية لسورية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتفِ بدعم الإرهاب تمويلاً وتسليحاً وتدريباً ومشاركتها العدوان المباشر ضدّ سورية على مدى سنوات الحرب الإرهابية بل عمدت إلى تنفيذ حروبٍ متوازيةٍ في الاقتصاد والإعلام والسياسة وفرض حصارٍ اقتصاديٍّ على الاحتياجات الأساسية للشعب السوري لتكون الحرب الاقتصادية استمراراً لسنوات الحرب الميدانية، حرب على قطاع الطاقة والنفط بشكل أساسي إضافة إلى استهداف قطاع المصارف والبنك المركزي والطيران المدني وغيرها.

الشعب السوري يدرك تماماً أن هذا الحصار هو نتيجة ذاك الانتصار على الإرهاب وداعميه، وقراره منذ بداية الحرب الإرهابية عليه قبل ثماني سنوات عجاف ألا يدع «صهاينة العصر الحديث» في الغرب والشرق ينالون من مبادئ سورية ومواقفها وشموخها وكبريائها، فصان العهد في الميدان ودحر الإرهاب عن الأرض وهو مستمرٌ بدعم جيشه الوطني لتطهير البلاد من دنس الإرهاب حتى آخر شبر من الأرض السورية المعمدة بدماء الشهداء، وسيصون عهد النصر أمام حرب اقتصادية جائرة يشارك فيها قريب وبعيد.

بقلم: أديب رضوان

2019-04-22