ترامب ينفخ بنار صفقة القرن.. ونتنياهو يلهث وراء الرماد

بقلم: ديب علي حسن

من جديد يطل قرن الشيطان لينفخ بنار كادت أن تنطفئ ولم يبق من حطبها إلا تغريدات حمقاء يظن القابع وراءها في دهاليز البيت الأبيض أنها ستغير مجرى العالم وكأن مقدرات الكون بين يديه يوزعها كما يحلو له.

من محاولة جر العالم إلى الاعتراف بصهيونية القدس وتهويدها إلى الاستفزاز الأرعن بالاعتراف باحتلال الكيان الصهيوني للجولان السوري وكأنه ميراث من عقاراته يقدمه ويمنحه لمن شاء.

إلى تفاصيل قادمة ربما تشي بها تغريدات أخرى أطلقها أم لم يفعل لكنها على أرض الواقع تبدو واضحة جلية يراد منها الإجهاز على ما تبقى من القضية الفلسطينية والمضي نحو شرعنة الاحتلال الصهيوني لكل ما تبقى من فلسطين وباعتراف التبّع الذين يمضون في ركبه.

وما الحديث من جديد حول بقايا جثة صفقة القرن إلا لهاث محموم لعله يحصل ولو على رماد جثة تحترق ليقدمه على طاولة الإرهاب.

وفاتهم أن التفاصيل بحد ذاتها كلها باتت خبرا من الماضي ومهما كانت القوة التي يتلطون خلفها فلن تجدي نفعا لان إرادة التحرير وتجذر فعل المقاومة حفر مجراه عميقا ولا يمكن لإرادة الشعب أن تقهر.

لقد عملوا من خلال عدوانهم على سورية من أجل الوصول إلى إطلاق ما سموه صفقة القرن وفرض واقع الاحتلال لكنهم وصلوا إلى جدار مسدود على الرغم من كل ما ضخوه من دعم للإرهاب وأدواته والنتيجة هزيمتهم على أرض الواقع.

ولكنهم كما الغريق الذي يتمسك بقشة مهما كانت صغيرة يريدون أمرا ما فيعودون إليه بألف أسلوب ولكنها كلها مكشوفة ومرصودة.

والحقيقة التي يجب أن تبقى بينة أن العالم لا تحكمه تغريدات ترامب، وغطرسة القوة لا بد ستهزم وصفقة القرن ليست إلا نفخا بجثة تعفنت وتحللت ورمادها يعمي عيون من ينتظرها.

2019-04-16