أردوغان و”طواحين الهواء”!

بقلم: جمال ظريفة

أبهرنا رئيس النظام التركي رجب أردوغان بتصريحاته النارية الحماسية حول الجولان السوري المحتل، بعد إعلان ترامب «الاعتراف بضمه» إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، والتي أبدى فيها أردوغان «حرصه الشديد»- حسب زعمه- على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وشجبه للاحتلال الإسرائيلي ومطالبته بعودته إلى سورية.

أن يدافع أردوغان عن وحدة وسلامة الأراضي السورية، فهذا ضربٌ من الانفصال عن الواقع، فهو منذ ثماني سنوات يدفع باتجاه تخريب سورية، وجمع لها شذاذ الآفاق من أطراف الأرض الأربعة، وهدفه الوحيد احتلال أراض سورية، وما منبج وإدلب إلا مثالٌ صارخٌ على نياته الساذجة في ضمّ أراضٍ سوريةٍ، وما سياسة التتريك التي ينتهجها في هذه المناطق إلا لتخطيطه المسبق بضمّ تلك الأراضي إلى السلطة الأردوغانية الهمجية.

أيُّ حقٍ لأردوغان بحلب أو الموصل أو لواء إسكندرون السليب، الذي ضمته تركيا بموافقة الاستعمار الفرنسي عام 1939 وأيُّ حقٍ لتركيا بأضنة، فهي الحدود الطبيعية لبلاد الشام، ومعروفٌ كيف دخل المستعمر العثماني عام 1516 إلى بلاد الشام، مستخدماً أبشع أنواع الإجرام والتخريب، مفتعلاً المجازر، وبعد ذلك اصطحب معه خيرة أصحاب المهن والحرف من الشام إلى اسطنبول، ليصنعوا له حضارةً مفقودةً، ويغسلوا تاريخاً دموياً مجرماً.

المراوغ أردوغان يعلن شيئاً ويفعل عكسه، لاتربطه عهود ومواثيق، فأين تنفيذه تعهداته في سوتشي واسطنبول وطهران، كلها ذهبت أدراج الرياح، والتي أقرت الدول الضامنة فيها باحترامها سيادة ووحدة الأراضي السورية، بل على العكس استشرى الإرهاب الإخواني في محافظة إدلب، وبات تنظيم «جبهة النصرة» مسيطراً على 90 بالمئة من مساحة المحافظة، رغم انضوائه ضمن قائمة الإرهاب العالمي، وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.

من يحاول أن يحتل الأراضي، ويهجر شعباً من أرضه، ويفرض سياسة الأمر الواقع، مستغلاً ظروف الدولة السورية، ومحاربتها الإرهاب لا يمكن أن يدافع عن الجولان السوري المحتل أو فلسطين المحتلة، وكل ما يفعله دعايةٌ شعبيةٌ تمهيداً لإعلان «سلطانه» على المسلمين، لكنَّ الحقيقة التي تقول «إن لم تستح فافعل ما شئت» تنطبق على هذا الطوراني.

2019-03-30