صفعـة مـن الخليج


بقلم: جمال ظريفة

يتزايد الرفض العربي والإقليمي لأول اجتماع معلن حول تصفية القضية الفلسطينية عقد في البحرين، وإعادة إنتاج وتدوير القضية والالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني وإغلاق هذا الملف إلى الأبد.

كيان الاحتلال الإسرائيلي منتج غريب الأطوار، ليس من خلال تصرفاته فحسب، بل أيضاً تكوينه وبنيته، فـ«إسرائيل» هي نتاج عصابات «الهاغانا» التي صنعت جيش الاحتلال الإسرائيلي، وصنعت مؤسسات وشركات، وأقامت ما تسمى «دولة».. أي إن «إسرائيل» هي أول كيان في العصر الحديث ينتجه جيش وليس العكس لذلك كل أعمال هذا الكيان مشبوهة، وهي مجرد صفقات تحت الطاولة ممهورة بدماء الأبرياء معتمدة على الرشا والتزييف، فالشكل الطبيعي لتكوين أي دولة أن يكون جيشها نتاج عمل مؤسساتي وهو جزء من كيان الدولة وليس العكس.

ما يسمى «صفقة القرن» ولدت ميتة لأن بذارها عفنة لا تصلح للإنبات، وغير صالحة للحياة، مع تجاهل حقوق شعب كامل ومعاناته ونضاله، والأهم أرضه، ومع إجماع فلسطيني من جميع الفصائل على رفض تلك المهزلة المروعة.

وكما جرت العادة عند تمرير أي صفقة أو مؤامرة على مستوى كبير، يجري بالتوازي تصعيد ما، أو حرب، أو جريمة، أو حدث جلل يضلل الرأي، ويزيح الأنظار عن العمل المقصود.. فالآن يتم التسخين في منطقة الخليج، والعمل على إقصاء إيران خارج اللعبة الإقليمية، وإشغالها ببعض التهم الزائفة هنا وهناك، وحادث ناقلتي النفط في بحر عمان لا يبتعد كثيراً عن محاولة إرباك موقف طهران.

ما يلاحظ في تلك الـ«صفقة» المشبوهة هو وجود الأدوات نفسها، وتكرار الأدوار والسيناريوهات نفسها لبعض ممالك العربان مع من يدور في الفلك السعودي، والتي أعلنت قبول الدعوة الأمريكية لحضور «ورشة المنامة».

المستغرب أنه في الوقت الذي تنأى فيه روسيا والصين بنفسيهما عن تلك المهزلة التاريخية التي سيكون مصيرها مزابل التاريخ نجد أن عرابيها هم العرب أنفسهم.

في النهاية مهما علا شأن «إسرائيل» وعظمت قوتها بمساعدة الإمبريالية الأمريكية، وحاولت تزوير التاريخ وتضليل الحاضر وشراء الذمم فلن تنجح في اقتلاع أرض فلسطين من وجدان أصحابها، وإن نجحت في تهجيرهم مكانياً وزمانياً، فستبقى فلسطين أرض الشعب الفلسطيني.

 

2019-06-15