كاتب أمريكي: الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في دوما مسرحية ملفّقة أعدتها الولايات المتحدة

أكّد الكاتب والمحلل الأمريكي ستيفن ليندمان أن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما في السابع من نيسان 2018 ليس إلا مسرحية مزيفة رتّبت لها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتحميل سورية المسؤولية عن حادث لم يقع أصلاً.

وأشار الكاتب في مقال نشر أمس في موقع غلوبال ريسيرش بعنوان “منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.. أداة استعمارية أمريكية” إلى أن تقرير بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول حادثة دوما والصادر في آذار الماضي مزيّف وتشوبه الكثير من المخالفات وقال إنه في ذلك الهجوم المزعوم “لم يقتل أحد ولم يتم إسعاف أحد إلى المشفى جراء تعرضه لمواد سامة أو لتعرضه للكلورين أو أي مادة محظورة أخرى”.

وأضاف الكاتب إن العاملين الطبيين المحليين دحضوا هذه الرواية المزيفة وأنه لدى زيارة الموقع بعد أيام من الحادث المزعوم لم يعثر الخبراء الفنيون الروس على أي دليل على وجود مواد كيميائية أو سموم أخرى في عينات التربة وغيرها من التحليلات.

وشدّد الكاتب على كذب التقارير التي أعدتها اللجنة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والتي حملت فيها سورية المسؤولية عن استخدام مزعوم للسلاح الكيميائي وقال إنه “عوضاً عن القيام بتقديم تقرير ذا مصداقية عما حدث أذعنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لمصالح الولايات المتحدة وقدّمت تقريرا ً مزيفاً بعد أشهر”.

واستشهد الكاتب بالإفادة التي تقدّم بها المبعوث الروسي إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين بهذا الصدد حيث أكّد “أن شهادات 17 شخصاً ومنهم أطباء حضروا الواقعة أعادوا رواية القصة الحقيقية وليس هناك أدنى شك في أن المزاعم باستخدام السلاح الكيميائي في دوما ما هي إلاّ مسرحية ملفقة واستفزازية نظمتها ما يسمى /الخوذ البيضاء/ بدعم من وسائل الإعلام الغربية” مضيفاً “يمكننا إثبات أن شريط الفيديو الذي نشرته ما يسمى /الخوذ البيضاء/ ما إلا هو فيديو ملفق وهذا يعني أنه ليس هناك أي أساس أو مصداقية لقول الدول الغربية إن هذه المادة دليل على وقوع هجوم كيميائي في مدينة دوما”.

وانتقد المحلل الأمريكي بشدة نهج عمل منظمة الأسلحة الكيميائية مؤكّداً أنها تقوم بانتهاك صارخ للمهام المناطة بها خدمة لمصالح الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وقال “أنيط بمجموعة مراقبة الأسلحة الكيميائية مهمة تنفيذ أحكام اتفاقية الأسلحة الكيميائية بغية الوصول إلى عالم خال من الأسلحة الكيميائية حيث تشمل مهمتها لإجراء عمليات تفتيش /موثوقة وشفافة/ في الموقع للتحقق من استخدام وتدمير هذه الأسلحة في حال استخدامها لكن هذه اللجنة تقوم مراراً وتكراراً بانتهاك صارخ لولايتها وللمهمة الموكلة إليها خدمة للمصالح الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تقديمها لتقارير مشكوك بمصداقيتها يعتريها الكثير من التزوير تزامنا مع تجاهل للمعلومات الحيوية والأساسية”.

وقال الكاتب الأمريكي إن حملة الدعاية والإعلام التي نشرت التقرير الذي لم تنشره منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول حادثة دوما تشير إلى أن الأمر جرى ترتيبه وليس لدمشق أي علاقة به واستشهد بما قاله الباحث والأكاديمي البريطاني بييرس روبينسون “لدينا تأكيدات من مصادر متعددة بأن التقرير غير المنشور لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية هو الذي يحظى بالمصداقية”.

وأشار ليندمان إلى أنه تم وضع أسطوانات الكلور التي عثر عليها في مكان الحادث بجوار الحفرة الموجودة سابقاً من قبل ما يسمى /الخوذ البيضاء/ الممولة من الغرب والمرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي ولم يتم إسقاطها بواسطة الطائرات أو المروحيات السورية كما زعم كذباً.

وبحسب التقرير غير المنشور للمنظمة وفقاً للكاتب الأمريكي فقد أكّد تقرير الخبراء المستقل بأن اسطوانات الكلورين قد وضعت بشكل يدوي في موقع الحادث لإلقاء المسؤولية على الحكومة السورية كذباً في أمر ليس لها علاقة به بما يدحض نتائج تقريرها المنشور في آذار الماضي.

وتوقّع الكاتب أن تستخدم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق النقض ضد مشروع قرار تقدّمت به روسيا إلى مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي تدعو فيه المنظمة للوفاء بالتزاماتها وتجنب التسييس والهدف من ذلك الفيتو استمرار سيطرة هذه الدول على المنظمة خدمة لأجندة خاصة والتلاعب بها.

وختم الكاتب إنه ومنذ آذار من العام 2011 وبدء عدوان الولايات المتحدة على سورية لم يكن هناك أي دليل موثوق يشير إلى استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الجيش السوري فيما تشير الأدلة التي لا جدال ولا لبس فيها إلى أن الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة استخدموا المواد السامة المحظورة مرات عديدة وكل هذه الحوادث ألقي باللوم فيها على الحكومة السورية كذباً.

 

2019-05-20