يتعرض الصيادون الفلسطينيون في قطاع غزة لاعتداءات يومية من قوات الاحتلال الإسرائيلي البحرية التي تطلق النيران على مراكبهم أثناء عملهم فتقتل وتصيب وتعتقل من يكون على متنها كان آخرهم الصياد نواف العطار (23 عاما) الذي استشهد أمس بنيران الاحتلال أثناء ممارسة مهنته شمال القطاع.
ويقول نقيب الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة نزار عياش لمراسل سانا إن الاحتلال يستهدف بشكل يومي الصيادين الفلسطينيين الذين يعتمدون على البحر للحصول على قوت أطفالهم فيكون مصيرهم أثناء عملهم نتيجة عدوان الاحتلال إما القتل أو الإصابة أو الاعتقال وتدمير مراكبهم وتخريب شباك الصيد.
وأوضح عياش أن الاحتلال حدد منطقة صيد في بحر غزة لا تتجاوز ستة أميال بحرية ورغم ذلك يعتدي على الصيادين في هذه المنطقة ليصبحوا معرضين للموت أو الاعتقال ومصادرة مراكبهم مشيرا إلى أنه خلال العام الجاري استشهد خمسة صيادين برصاص الاحتلال وأصيب أكثر من 190 آخرين بجروح إضافة إلى اعتقال 776 آخرين كما دمر الاحتلال وصادر خلال السنوات العشر الماضية نحو 1300 مركب للصيادين الفلسطينيين.
وأشار عياش إلى أن نحو خمسة آلاف صياد فلسطيني يعتمدون على الصيد في غزة كمصدر رزق وحيد باتوا لا يستطيعون العمل جراء مطاردة قوات الاحتلال لهم أثناء عملهم في البحر وإطلاق النار عليهم بشكل يومي وأصبحوا بعد تقليص مساحة الصيد لا يستطيعون تحصيل لقمة عيش أطفالهم لأن المساحة التي حددها الاحتلال بستة أميال لا يوجد فيها أسماك باعتبارها منطقة رملية لا تعيش الأسماك فيها.
من جهته يروي الصياد محمد بكر تفاصيل اعتقال الاحتلال له مع شقيقه قائلاً: كنا على بعد نحو أربعة أميال قبالة شواطئ بيت لاهيا شمال قطاع غزة واقترب منا زورق حربي للاحتلال وشرع بإطلاق النار علينا لإجبارنا على التوقف.. لحظات مرعبة لا تستطيع أن توصف فالرصاص يحاصرنا من كل جانب وشعرت حينها أن الموت يداهمني أنا وشقيقي زياد.
وأضاف: اقترب جنود الاحتلال منا واعتلوا المركب الذي كنا على متنه وقيدونا وأغمضوا عيوننا ووضعونا في زورقهم الحربي واعتدوا علينا وبقينا ليوم كامل مقيدي الأيدي إلى أن وجدنا أنفسنا في مركز اعتقال للاحتلال واستمر اعتقالنا ثلاثة أشهر مشيرا إلى أن الاحتلال صادر مركبه كما العشرات من مراكب الصيادين في غزة.
وشدد بكر على أنه رغم ان مهنة الصيد في غزة بات ثمنها الموت أو الاعتقال بسبب إرهاب الاحتلال إلا أن الصياد الفلسطيني يصر على ممارسة عمله لأن هذا الاحتلال إلى زوال وهدف هذا الاحتلال من مضايقة الصيادين هو تجويعهم ومنعهم من كسب قوت يومهم وتضييق الحصار على الشعب الفلسطيني.
ووثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية عمليات الاستهداف المستمرة من قبل قوات الاحتلال للصيادين الفلسطينيين حيث تجبر الصيادين تحت تهديد السلاح على السباحة لأميال في البحر ليلاً وفي ظل البرد القارس ما يعرضهم للموت أو المرض إضافة إلى تعمدها تخريب مراكب الصيادين من خلال إطلاق النار والقذائف عليها وتدميرها حتى بعد اعتقال الصياد الفلسطيني.
ويمنع الاحتلال منذ 12 عاماً الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة من الصيد في مسافة تزيد على ستة أميال بحرية بعد أن كانت 25 ميلاً بحرياً وباتت أسواق السمك في قطاع غزة تواجه شحاً كبيراً في الثروة السمكية بعد أن انخفضت عمليات الصيد في القطاع إلى نحو 70 بالمئة جراء الممارسات القمعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصيادين الفلسطينيين.