البطريرك يازجي: آن لصوت السلام أن يغلب ضوضاء الحروب

أقامت الطوائف المسيحية في سورية أمس القداديس والصلوات احتفاء برأس السنة الميلادية الجديدة.

ففي الكاتدرائية المريمية للروم الأرثوذكس بدمشق أقيم قدّاس إلهي بهذه المناسبة ترأسه غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وعاونه الأساقفة موسى الخوري ولوقا الخوري والوكيل البطريركي الأسقف أفرام معلولي ولفيف من الكهنة والشمامسة وجوقة الكاتدرائية.

وقال البطريرك يازجي في عظة العيد: ” نصلّي من أجل سورية الواحدة الموحدة وأن يجد منطق المصالحة والحوار سبيله إلى جميع أبنائها ..وآن لصوت السلام أن يغلب ضوضاء الحروب ولصوت الحكمة أن يغلب لغة المصالح ونوقن أن السوريين قائمون من تحت رماد الأزمة ومتشبثون بقوة الحياة التي ستغلب كل أشكال الموت”.

ودعا البطريرك يازجي الأطراف الدولية إلى احترام المواثيق الدولية في الحفاظ على سيادة الدول وصيانة حدودها المعترف بها مطالبا الدول الغربية برفع الحصار الاقتصادي الخانق الذي يستهدف لقمة الفقير ويدفع الكثيرين إلى الهجرة.

وقال: “نصلي من أجل كل المخطوفين ومنهم مطرانا حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي اللذان تبقى قضيتهما وصمة عار ودليلاً على تعليب النظريات الإنسانية و الاستنساب في تطبيقها وفقاً للمصالح”.

وأضاف البطريرك يازجي: “صلاتنا من دمشق نحن أبناء هذه الأرض التي لامست أقدام الرسل وعكست منذ ألفي عام صدى نشيد الملائكة مجداً لله في علاه وسلاما في أرضه ومسرة في الأنام ومن أجل فلسطين الجريحة ومن أجل كل أرض محتلة ومن أجل مهد المسيح ومسراه إلى قلوبنا جميعاً مسلمين ومسيحيين ومن أجل القدس التي ستبقى عصيّة على كل مؤامرة وفي وجداننا وكياننا من كل الأديان معراجاً ومحجاً إلى رحمانية الله ومن أجل العراق وكل بقعة من بقاع هذا الشرق ومن أجل السلام في العالم أجمع”.

ولهج البطريرك يازجي في عظة العيد بالدعاء إلى الله تعالى أن يحمي سورية وجيشها الباسل وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد وأن يكون العام الجديد عام عودة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع سورية الحبيبة وأن يحمل معه كل الخير لأبناء الكرسي الانطاكي في الوطن وبلاد الانتشار.

وفي حلب أقيم في كنيسة سيدة الانتقال للسريان الكاثوليك قداس وصلاة من أجل عودة الأمن والأمان ترأسه المطران أنطوان شهدا رئيس طائفة السريان الكاثوليك بحضور عدد من علماء الدين الإسلامي.

وتخللت القداس صلوات وأدعية لإعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع سورية ودحر الإرهاب عن ترابها منوهة بتضحيات أبطال الجيش العربي السوري في الدفاع عن الوطن.

كما تناول القداس المعاني السامية لعيد الميلاد وقدوم السيد المسيح لغرس المحبة والعطاء في نفوس الناس وتضمن دعوات بالخير والمحبة للبشرية بقدوم العام الجديد.

وأكّد المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمة له أن سورية هي أرض السلام لافتاً إلى صمود الشعب السوري ووقوفه خلف جيشه وقيادته في وجه ما تعرّضت له بلده من حرب إرهابية وداعياً إلى تعزيز اللحمة الوطنية.

وأوضح أن سورية تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كلّه وأن انتصارها هو انتصار من أجل السلام مشيراً إلى التضحيات الجسام التي قدمها السوريون للدفاع عن وطنهم.

وأشار إلى أن الإرهابيين المدعومين من الخارج دمّروا العديد من الكنائس والمساجد والمشافي في سورية مبيناً أن جرائم الإرهابيين الذين جاؤوا من عشرات الدول ستطال داعميهم ما لم توقف هذه الدول دعمها لهم.

بدوره أعرب المطران شهدا في تصريح لمراسل سانا بحلب عن أمله بأن يكون العام الجديد عام خير وبركات وعودة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع سورية.

وقال: ”اليوم نعود لترميم القلوب والكنائس والمساجد والحجر حتى يعيش العالم بأمان” مشيراً إلى الفرحة الكبرى بتحرير حلب وعودة الحياة لأهلها ومصانعها ومدارسها ومشافيها.

وأكّد أن سورية بلد الديانات السماوية وقال: ”نحن نؤمن بأننا سنعطي إيماننا هذا وسنقدّمه للعالم حتى يتمثّل بشعب سورية البطل الذي أحب بلده ودافع عنه وعلم العالم معاني الصمود والمحبة والمسامحة”.

2019-01-02