من جنيف إلى شرق الفرات.. يتآمرون ونرسم مستقبلنا

 

بقلم: أحمد حمادة

من جنيف إلى شرق الفرات، ومن أقصى قرية في الميدان السوري إلى أبعد عاصمة أوروبية، تبحث أروقتها عن تهدئة هنا وحل سياسي للأزمة هناك تجهد واشنطن وتوابعها في الغرب وأدواتها الإقليمية ومرتزقتها من التنظيمات المتطرفة نفسها لتأجيج الأوضاع ونسف الحلول وتأزيم اللوحة برمتها.‏

ما يلفت الانتباه أن أدوات واشنطن إياها وخصوصاً ميليشيات قسد في شرق الفرات ارتضت لنفسها هذا الدور العميل واستمرت به رغم أنها تدرك أنها باتت كبش فداء لواشنطن ترميها وقت تشاء وحسب مصالحها وغاياتها المشبوهة في المنطقة.‏

أما مسرحيات الخلافات التركية الأميركية حول ملف قضايا الأكراد فاتضح زيفها وبهتانها بعد جلاء التنسيق بين واشنطن وأنقرة بأوضح صوره بشأن العدوان التركي على شرق الفرات، وتصريحات إدارة ترامب عن سحب قواتها مرة ثم تصريح المتحدثة الأميركية روب مانيغ عن حقيقة إرسال بلادها قوات عسكرية إلى شمال شرقي سورية تزامناً مع عدوان تركي محتمل على منطقة شـرق الفرات، يؤكد ذلك وأنهما تنسقان بشأن الوضع هناك لتحقيق مخططاتهم الانفصالية رغم إدراكهم أن لا أحد في سورية يقبل أي أحاديث عن كيانات مستقلة أو فيدرالية على الإطلاق.‏

وفي قضية الدستور واللجنة الدستورية ورغم إدراك أطراف العدوان أن الدستور شأن السوريين وحدهم، وأن أي أجندات ملغومة أو أفكار مسمومة غير قابلة للنقاش في قواميسهم، فإن رعاة الإرهاب يدسون أنفهم في تفاصيل اللجنة ونتائجها وبنود الدستور ويحاولون التدخل وصياغة الدستور كما تشتهي رياح أجنداتهم العدوانية فيضعون العقبات في طريق تشكيلها وفي آليات عملها.‏

أجنداتهم حول الدستور ولجنته وحول الفرات وشرقه تفضحها كل مجازرهم الوحشية ضد السوريين الأبرياء بحجة قصفهم لداعش المتطرف ويفضحها وجود قوات غير الشرعي على الأراضي السورية ومن دون تنسيق مع الدولة السورية وتفضحها أدوارهم الخبيثة في عرقلة الحل السياسي للأزمة ومحاولة وأده بأي طريقة.‏

لكن الحقيقة الثابتة الوحيدة التي يتجاهلها أقطاب العدوان وربما يجهلونها أن السوريين سيطوون صفحة إرهابهم وإرهاب مرتزقتهم وأن الأمر بات أمراً محسوماً لديهم مهما كلفهم من ثمن لأن هذا هو السبيل الوحيد لإعادة الأمن والأمان والإعمار إلى ربوع وطنهم.‏

 

2018-12-20