"بكرا إلنا" يوجه بوصلته نحو الطفل في مدارس دمشق

عزم مشروع "بكرا إلنا" على شق طريقه خلال الحرب معلناً أن رحاها لن تتمكن من طحن الإرادة وقتل الحياة, وبدأ المشروع الذي تبنته محافظة دمشق مسيرته في الـ2014 من احتضان ما يقارب 2000 طفل فاتحاً المجال أمامهم لإنماء مواهبهم المختلفة( تمثيل ,رسم,نحت وفنون بصرية, رقص بأنواعه والرياضة بأنواعها والشطرنج إلى جانب الإبداع وغيرها من المواهب) وبشكل مجاني والسعي لإيصال المتميز منهم للنجومية , ليصل عددهم اليوم إلى 40 ألف طفل يشرف على مواهبهم نخبة من الأكاديميين والفنانين  والخبراء والمختصين لتؤكد إدارة المشروع على أن عجلة الحياة لا زالت مستمرة ولبنتها الأولى هي الطفل.

مجاني

تمكن المشروع من إخراج مواهب الأطفال للعلن , وبعد أن كان من الصعب على بعض الشرائح متابعة موهبة أطفالهم بسبب الظروف المادية وأولويات الحياة , قدم "بكرا إلنا" نفسه كأب رعوي دوره الأساسي رسم عالم جميل يحقق فيه الصغار ما يصبون إليه , قاطعين الطريق أمام أي عائق يمكن أن يحقق في وجه الحلم الصغير, ومن وجهة نظر تربوية فأن  هدف أي منظومة تربوية هو بناء شخصية الطفل من مختلف الجوانب ولأن الحاجة ماسة لإعادة بناء الإنسان – يقول خبراء تربويون - لا بد من وجود أنشطة صيفية تكمل المناهج المدرسية ، وبما أن التربية  قضية مجتمعية فأن محافظة دمشق وإدارة بكرا إلنا جاءت في وقت أحوج ما يكون إليه الطفل  لتنمية المواهب الصغار أينما وجدوا حتى في الأحياء الشعبية وللإسهام في إيجاد حوار بينهم  وبين أولياء أمورهم وتقديم دعم نفسي واجتماعي لهم.

تشبيك

كما تعاونت محافظة دمشق مع وزارة التربية والشؤون الاجتماعية والتعليم العالي وغيرها من الجهات المعنية ليكون المشروع كامل ومتكامل , فكان "بكرا إلنا" متنفساً لمئات الأطفال في أكثر من 30 مدرسة ومجمعاً في دمشق ومن عمر الـ4 سنوات حتى الـ15 ، مقدماً نفسه كراعي مواهب الصغار, أما اختيار المدارس فهو يتم بالتعاون مع وزارة التربية ودون أية انتقائية، وبعد اختيار الطفل للموهبة التي يرغب بها يتم تدريبه على أيدي مدربين مؤهلين يخضعون بدورهم أيضاً لدورات تدريبية تحت إشراف خبراء وأكاديميين من سورية وخارجها بغية الوصول لنتائج مرضية للأهالي وللأطفال، لتبين النتائج بعد مرور 4 سنوات على عمر "بكرا إلنا"  أن وجود مثل هذه المشاريع أمر ضروري وحتمي، لاسيما للصغار بغية إخراجهم من دائرة الرصاص والنار وإشعارهم أن الحياة مستمرة رغم كل الظروف، لتأتي أهداف المشروع في  زرع حب الوطن وقائده وجيشه، واحترام قدسيته ورموزه، ونشر المحبة في المجتمع دون تمييز وتضيف رونقاً جمالياً لهذا المشروع الوطني،  وبعد دخول “بكرا النا” عامه الرابع، يتضح للمتابع أن السير بالوتيرة نفسها سيصل بالأطفال المميزين والموهوبين للنجومية، لاسيما بعد سفرهم إلى روسيا والصين وحصد الميداليات والمراتب الأولى، في وقت أنفقت إدارة المشروع مبالغ كبيرة خلال 4 سنين على دورات تأهيل الكوادر من خريجي الجامعات، حيث بلغ عدد الخريجين المؤهلين أكثر من 800 خريج وخريجة أخضعوا لدورات تدريب مجانية، وتم توفير 1000 فرصة عمل كحد أدنى خلال 3 سنين ونصف.

بناء الطفل

وبرأي بسام ديوب خبير بالشأن الاجتماعي فأن بناء الطالب في المدرسة مهم جدا لكن هذا لا يكفي كونه يحتاج إلى مكملات أخرى وفكرة مشروع "بكرا إلنا" جاءت لتنمية مهارات الطفل ومواهبه والارتقاء بها حيث أن سورية تمتلك الكثير من الخامات التي تحتاج إلى إعادة بناء لتتمكن من الإبداع, والمشروع لحظ تلك النقطة بالتوازي مع اجتهاده على ترسيخ حب الوطن لدى الأطفال والحفاظ على خيراته  وتعزيز مبدأ التلاقي والحوار والتعاون وصولاً إلى بناء أسرة سورية , ولأن بناء أي مجتمع يبدأ من بناء الإنسان فأن بكرا إلنا إن تابع سيره بنفس الوتيرة – والقول للخبير- فأنه سيحقق نجاحاً ملحوظاً في عالم الأطفال.

يذكر أن فكرة المشروع تم طرحها منذ عشرين عاما وتمت ترجمتها على أرض الواقع بداية عام 2014 بدعم من محافظة دمشق وهو اليوم في مرحلته الرابعة , وينظم النادي دورات مستمرة في جميع التخصصات بإشراف خبرات محلية وخارجية بهدف صقل الكوادر البشرية لمسايرة التطورات الحديثة وفق رؤية وتخطيط وتنظيم ولا سيما بطرق التعليم والتعامل مع الطفل وبناء الجيل الواعد.

 

 

2018-12-02