بداية الموسم التشكيلي


يشهد فصل الخريف بداية النشاط التشكيلي التقليدي الذي يفتتح فيه العديد من المعارض الجديدة على المستويين الرسمي والخاص، ومن المتوقع أن تكون أكثر نوعية هذا العام لما نسمعه عن استعدادات وخطط  وترتيبات تحضّر للقيام بأنشطة متميزة عن الأعوام السابقة، والحقيقة التي يجب أن نعترف بها أن حركة المعارض والملتقيات لم تتوقف خلال الصيف، لكن يبقى للتشكيل موسمه التقليدي الذي يتوج بالمعرض الأهم والأكثر عراقة، إنه معرض الخريف السنوي الذي تدعو إليه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ويشارك فيه الفنانون السوريون من مختلف المحافظات ومن مشارب فنية متعددة، ليقدموا آخر نتاجهم الجديد الذي يصنف حسب مشاغله وتقنياته الفنية، فالمعرض يشتمل على لوحات الحفر “الغرافيك” والتصوير الزيتي والنحت وسيلتحق به معرضا الخزف والخط العربي، وللتذكير يخضع هذا المعرض للفرز والتحكيم من قبل لجنة متخصصة في العرض والاقتناء، ويوثق في كتيب مرافق للمعرض يحتوي على صور الأعمال المشاركة، ومن المأمول هذا العام تجاوز ما كان يحصل في الأعوام السابقة من تأخر في طباعة وتوزيع الكتيب، وتواضع بعض الأعمال المعروضة بذريعة “زيادة الخير خير.. وبالنهاية يعود الأمر للجنة التحكيم العتيدة”، وانعدام الندوات والورش الموازية للمعرض وغياب أي دور للقطاع الخاص في دعم هذا المعرض والمساهمة في التسويق الدعائي والاقتناء، والحال مثله في غياب الجهات الرسمية الأخرى باستثناء وزارة الثقافة ممثلة بالسيد الوزير الذي يفتتح المعرض.

ربما يكون حال برامج الصالات الخاصة أكثر طموحا ومواجهة للحال الراكدة في حركة التسويق العامة للوحة على المستوى المحلي والعربي، وكأن الأمل هو الذي يجعلنا جميعا أكثر إصرارا على البقاء والتفاؤل بمستقبل اللوحة والفن، لكن الصورة الحالية غائمة وغير واضحة وذلك بمؤشرات تداول الأعمال الفنية وتسعيرها في دول الجوار، إلا أن الرهان على الفن التشكيلي السوري لن يكون خاسرا أبدا لتوفر ما يميزه بعراقته ومواكبته وتجاوزه بما يمتلك من علامات مبدعة يحق لنا أن نفخر بها، والأهم أن هؤلاء الفنانين انتصروا بفنهم واستمروا منتجين وأكثر إصرارا على الحياة التي تستحقها بلادهم الجميلة والمعافاة من الجهل وآثار فؤوس حطابي الحضارة الجدد.

 

2018-10-03