متى تدفع «اسرائيل» الثمن؟


 بقلم: عبد الرحيم أحمد

يتساءل السوريون.. ومعهم كل محب لسورية متى تدفع «إسرائيل» ثمن عربدتها وانتهاكها لسيادة سورية على مدى سنوات الحرب الإرهابية التي يواجهها الجيش العربي السوري؟

التساؤل المحق من المحبين والحريصين على الوطن يرافقه تساؤل مشكك ومشبوه من البعض يرقى إلى درجة التأليب على سورية وجيشها ومحاولة لتشويه صورتهما.‏

الجواب على هذه التساؤلات -المُحبّة والمشككة- ليس بالتعقيد الذي قد يتصوره البعض، وليس بالبساطة التي يسهل التعبير عنها أيضاً.. فالمواجهة مع عدو اغتصب الأرض وشرد الشعب مستمرة، ولم تكن في يوم من الأيام غير ذلك.. ومن يتابع تصرفات «إسرائيل» العدوانية، خصوصاً في فترة السنوات السبع الماضية، يدرك تماماً أنها حاولت بداية التستر على انخراطها في الحرب الإرهابية ضد الدولة السورية.‏

ولم يكشف هذا العدو عن وجهه الحقيقي ودوره الرئيسي فيما تتعرض له سورية من إرهاب إلا مع تقهقر أدواته وتراجع قدراتها وانكسارها أمام الجيش العربي السوري وتصميم الشعب على المواجهة، فطل الرأس الخبيث بأشكال متعددة، ومقولة.. اضرب ذيل الأفعى تطل برأسها اتضحت إلى أبعد الحدود في دور «إسرائيل».‏

ما جرى أمس من عدوان إسرائيلي على مدينة اللاذقية وإسقاط طائرة ايليوشن روسية تقل 14 عسكرياً روسياً خلال العملية ربما يكون «القشة التي قصمت ظهر البعير» والتي قد تحدث تحولاً في الصمت الروسي المعلن حيال تصرفات اسرائيل العدوانية ضد سورية.. وهذا بدا واضحاً في نبرة وزارة الدفاع الروسية التي حمّلت العدو المسؤولية الكاملة وأكدت أن تصرفات «إسرائيل» لن تبقى دون رد.‏

ليس من باب الكشف أو التنظير إذا ماقلنا أنه لم يحصل أن اعتدت «اسرائيل» على سورية دون أن يحصل رد مناسب، بعضه نعلم وأكثره لا نعلمه ولايعلمه كثير من العالم، فقط «اسرائيل» تدركه وتعلمه جيداً، أما فيما يخص الروسي فربما نجحت اسرائيل حتى الآن في امتصاص رد فعله لكن هذه المرة كان مستوى التورط أكبر من أن يكون مسكوتاً عنه ..‏

موضوع الرد السوري يكشفه التورط الإسرائيلي الفظ، وعدوانها بالأمس يكشف حجم خسارتها مما يجري في سورية، وحجم خوفها وتخوفها من انتصارات الجيش العربي السوري، لذلك تحاول أن تعكّر صفو تلك الانتصارات أو تعرقلها.. لكن لنذّكر الجميع أن محاولات شتى قامت بها وباءت كلها بالفشل، ولم تستطع أن تقف في وجه الزحف حتى على مشارف الأراضي المحتلة.‏

«إسرائيل» تدفع الثمن يومياً وهذه حقيقة، وسيأتي يوم يكتشف فيه الجميع اي ثمن تدفعه «إسرائيل».‏

2018-09-19