مسرح الكيماوي.. الفصل الأخير!!

بقلم: عبد الرحيم أحمد

مسرحية الكيماوي على تنوع مناسباتها واختلاف مسارحها وفصولها بقيت تخضع لشروط وظروف واحدة ومنتج واحد وإن تعددت أساليب الإخراج.. ولن يكون صعباً لمتتبع الحرب الإرهابية على سورية منذ عام 2011، أن يتذكر المناسبات التي ضجت بها وسائل الإعلام العالمية بالمجازر والهجمات الكيماوية في سورية.‏

لم يسبق أن ظهرت في الإعلام الغربي أو في تصريحات المسؤولين الغربيين أي قصة عن استخدام الكيماوي أو ارتكاب مجازر عندما كان الإرهابيون يتقدمون ويحتلون المدن ويهجرون الأهالي.. ولم يحدث أن صدرت إدانة للمجازر البشعة التي ارتكبتها تلك التنظيمات ضد سكان المناطق التي سيطروا عليها.. فقد احتلوا المدن والمناطق بأغصان الزيتون كما فعل شريكهم التركي!!.. لكن ما إن يتحرك الجيش العربي السوري لتحرير منطقة من الإرهاب، حتى تتعالى أصوات القلق وتنتشر فصول جديدة من مسرحية الكيماوي!!‏

من شروط نجاح المسرحية أن يسبقها دعاية وتشويق وأن تحضر لها الأجواء وقد حدث هذا الأمر بالنسبة لمسرحية الكيماوي في إدلب منذ أن أنهى الجيش العربي السوري الوجود الإرهابي في المنطقة الجنوبية وعلم مشغلو الإرهابيين أن الوجهة القادمة للجيش هي إدلب.‏

وبالرغم من أن جميع فصول المسرحية التي تم تصويرها في مناطق متفرقة في سورية ثبت فشلها وزيفها، غير أن المنتج لا يزال يصر على استكمال المشاهد الأخيرة من المسرحية، علها تنجح في تمرير عدوان جديد ضد سورية وشعبها ومنع سقوط آخر معقل للإرهاب يعول عليه الغرب كثيراً في منع الهزيمة الكبرى لرعاة وممولي مشروع تدمير سورية.‏

لا شك أن عدونا أعد للمعركة سواء من حيث التسليح أو من حيث التحشيد الإعلامي والسياسي، فقد كشفت وسائل الإعلام التركية أن رئيس النظام أمر مرتزقته في الشمال السوري بالتوجه إلى إدلب، وعزز وجوده العسكري غير الشرعي، والولايات المتحدة هددت بشن عدوان مع شركائها في الحرب على سورية فرنسا وبريطانيا، لكن بالمقابل الخبرات القتالية التي اكتسبها جيشنا البطل وإرادة النصر التي ترسخت على جبهات القتال، تشكل محور النصر القادم، ولن يكون بمقدور قوة الوقوف في وجهه مهما كانت، وخصوصاً أن الحلفاء والأصدقاء يدعمون موقف الدولة السورية وسيدعمون معركتها ضد الإرهاب في إدلب الذي ليس مقبولا السكوت عليه بعد الآن بحسب موسكو.‏

مراوغة رأس النظام التركي ومحاولاته ابتزاز العالم للتدخل ومنع المعركة أصبحت مكشوفه، والتهديد بفتح حدوده أمام المهجرين السوريين لإغراق اوروبا كما يقول، فصل قديم في مسرحية لن تنفع اليوم، وكل محاولات تشتيت أنظار الجيش العربي السوري عن معركته المقبلة لم تعد تجدي، فتلول الصفا ستكون قريبا صافية من الإرهاب، والوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية في التنف وفي الشمال الشرقي لن يكون ذا أهمية في مسار المعركة التي ستسدل الستار على آخر فصول المسرحية وكومبارس التمثيل.‏

2018-09-12