إيران تلوح باستئناف التخصيب بحال عدم حصولها على ضمانات أوروبية


تستعد إيران لاتخاذ مواقف فعلية ردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، ولكنها تنتظر اليوم ردا أوروبيا واضحا على الالتزام الأوروبي، مطالبة بضمانات قوية تكفل استمرار إيران الالتزام بالاتفاق.

الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في هذا السياق أهمية إجراء محادثات مباشرة مع الصين وروسيا والدول الأوروبية حول متطلبات استمرار الاتفاق النووي الموقع بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد والضمانات التنفيذية له.‏

وطالب روحاني خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية للحكومة أمس بتنفيذ السياسات الاقتصادية الحكومية بعد التطورات الأخيرة المتعلقة بالاتفاق النووي والتي تم اتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.‏

ودعا روحاني جميع المؤسسات الاقتصادية والمصارف والقطاع الخاص الى متابعة تطبيق السياسات الجديدة في مجال العملة الأجنبية بهدف تسهيل عملية الإنتاج والتجارة والاستفادة من الفرصة السانحة في انضباط سوق العملة الأجنبية لخدمة الإنتاج وفرص العمل واستقرار الأسواق.‏

وقدمت وزارة الخارجية تقريرا عن مسار المفاوضات مع الدول الأوروبية على مستوى الخبراء بهدف تنفيذ تعهدات الطرف الآخر في الاتفاق النووي، وتمت دراسة مقترحات وزارة النفط والبنك المركزي وبقية الأجهزة الاقتصادية بخصوص اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه التعهدات.‏

وقدمت وزارة الصناعة والمناجم والتجارة ووزارة الشؤون الاقتصادية والمالية والبنك المركزي تقارير عن طلبيات التسجيل وتخصيص العملة الأجنبية لمختلف القطاعات الإنتاجية والتجارية في البلاد.‏

ووفقا لهذه التقارير زادت قيمة صادرات إيران بعملة الدولار بنسبة 32 بالمائة والواردات بنسبة 5 بالمائة.‏

في الأثناء أعلنت اللجنة النووية في مجلس الشوري الإيراني عن مشروع قرار رفعته إلى رئاسة المجلس يلزم الحكومة بإعداد خطة جوابية للرد على واشنطن لا تستبعد استئناف تخصيب اليورانيوم في البلاد.‏

وأوضح رئيس اللجنة مجتبي ذو النوري أن المشروع يلزم الحكومة بأن تأخذ الضمانات اللازمة من الأوروبيين ومجموعة (5+1) ما عدا الولايات المتحدة، وهذه الضمانات يجب أن تكون كاملة وشاملة ومتقنة، وأن لا تستمر المفاوضات مع الأوروبيين أكثر من شهر واحد.‏

و تابع: لو لم يعط الأوروبيون الضمانات أو أعطوا الضمانات ومن ثم انتهكوها، فبإمكان الحكومة أن تشرع بدورة الوقود الكاملة، أي أننا كلفنا الحكومة بزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 190 ألف سو».‏

من جهته أكد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي مطهري عزم بلاده اتخاذ قرار جديد بخصوص الاتفاق النووي في حال لم تقدم أوروبا ضمانات قوية للحفاظ على هذا الاتفاق بعد انسحاب أميركا منه.‏

وقال مطهري في تصريح أمس: يجب أن ننتظر حتى الأسبوعين المقبلين لنرى مسار محادثات الحكومة الإيرانية مع الأوروبيين حينذاك سيصبح الأمر واضحا، مضيفا: سنرى ما إذا كان الأوروبيون سيصمدون ويقفون بوجه أميركا أم أنهم يريدون إضاعة الوقت.‏

وأشار مطهري إلى وجوب اتخاذ القرار الجديد بخصوص الاتفاق النووي في حال الفشل بحصول طهران على ضمانات قوية للاستمرار بالاتفاق النووي.‏

بدوره أكد قائد القوات البرية بالجيش الإيراني العميد كيوميرث حيدري أن تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الاتفاق النووي وانسحابه من التزامات بلاده به لن يكون له التأثير الذي يتمناه الكيان الصهيوني.‏

وأوضح حيدري في تصريحات أمس أن القوات البرية بالجيش الإيراني وضعت تقويما مبنيا على التصدي لكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب.‏

كما اكد مساعد قائد الجيش الايراني لشؤون التنسيق الأدميرال حبيب الله سياري في تصريح ان القوات المسلحة الإيرانية تمتلك قوة قادرة على مواجهة أي تحرك أو تهديد قد يقومون به.‏

إلى ذلك اكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني في اتصال هاتفي ضرورة المحافظة على الاتفاق النووي.‏

وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية بأن ظريف أكد خلال الاتصال ضرورة تقديم الضمانات اللازمة لحصول الشعب الإيراني على منافع الاتفاق النووي .‏

كما تباحث الجانبان حول التخطيط لاجتماع الثلاثاء القادم في بروكسل بين ظريف ونظرائه في الدول الأوروبية المانيا وفرنسا وبريطانيا إضافة الى موغيريني.‏

وفي ذات السياق أكدت اليابان والنرويج أمس دعمهما للاتفاق النووي ، جاء ذلك بحسب وسائل إعلام إيرانية خلال اتصالين هاتفيين تلقاهما ظريف من نظيريه الياباني والنرويجي.‏

من جهته أكد ظريف خلال الاتصالين ضرورة منح الأطراف الأخرى للاتفاق ضمانات لنيل إيران مصالحها من الاتفاق النووي.‏

2018-05-13