الرئيس بوتين يؤدي اليمين الدستورية لولاية جديدة: علينا اتخاذ قرارات تاريخية في عصر التغيير العاصف


أدى فلاديمير بوتين اليمين الدستورية رئيسا لروسيا الاتحادية لولاية رابعة مدتها ست سنوات خلال مراسم تنصيبه في الكرملين أمس.
وأكد بوتين في كلمة له خلال مراسم التنصيب أنه سيسعى للدفاع عن مصالح روسيا على الساحة الدولية وإجراء تغييرات إيجابية في الداخل مبينا أن واجبه هو القيام بكل ما بوسعه لازدهار ومجد ومستقبل روسيا وزيادة قدرتها وقوتها.‏
وقال بوتين: في هذه اللحظة عند استلامي منصب رئيس روسيا أشعر بمسؤوليتي الكبيرة أمام كل مواطن منكم.. أمام شعبنا متعدد الأطياف وأمام روسيا بلد الانتصارات والإنجازات العظيمة.. أمام تاريخ الدولة الروسية وأجدادنا وشجاعتهم وعملهم الجاد ووحدتهم التي لم تقهر ومواقفهم المقدسة تجاه الوطن.‏
وشدد بوتين على أنه يتعين على روسيا في المنعطفات التاريخية الحالية اتخاذ قرارات تاريخية ستحدد مصيرها للعقود المقبلة واصفا الفترة الحالية بأنها عصر التغيير العاصف الذي يتطلب القيام بخطوات واسعة في مجالات الحياة.‏
ودعا بوتين إلى استخدام كل الإمكانات لحل القضايا الداخلية والقيام باختراق تكنولوجي ورفع نوعية الحياة في روسيا مشيرا إلى أن تطوير التعليم والصحة وحماية الأمومة والطفولة سيكون من أهم مهام الدولة في السنوات المقبلة.‏
وأكد بوتين أن روسيا لاعب قوي على الصعيد الدولي وأن القدرة الدفاعية وأمن البلد مؤمنان وسوف نبذل ونولي اهتماما دائما لهذه القضايا لكن علينا الآن أن نستغل كل مقدراتنا وإمكانياتنا لحل المهمات الداخلية للتنمية ولرفع قدرتنا التنافسية في تلك المجالات التي تحدد المستقبل.‏
وقبيل أدائه اليمين الدستورية أوضح بوتين خلال اجتماعه مع أعضاء الحكومة أن المهمة الرئيسية للسنوات القادمة هي زيادة الدخل الحقيقي للمواطنين مشيرا إلى أن الاقتصاد الروسي نجح خلال السنوات السابقة في تجاوز تحديات مثل هبوط أسعار النفط والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد موسكو وتقلبات الاقتصاد العالمي.‏
ونوه بوتين بأداء الحكومة خلال السنوات الست الماضية وقال: إن السنوات الست الماضية كانت مليئة بالتحديات الجديدة والأحداث غير العادية في روسيا والعالم» مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة سمحت بتجاوز الركود وتأمين الانتعاش الاقتصادي.‏
وأظهر استطلاع للرأي العام أجراه مركز «ليفادا سنتر» ونشره امس أن 47 بالمئة من المواطنين الروس يعتبرون أن أهم إنجازات الرئيس بوتين تتمثل باستعادة بلادهم صفة الدولة العظمى عالميا فيما رأى 38 بالمئة أن استقرار الوضع في شمال القوقاز كان أبرز إنجازاته.‏
وفي وقت لاحق وقع بوتين مرسوما حول «الأهداف الوطنية والمهام الاستراتيجية لتنمية الاتحاد الروسي حتى عام 2024».‏
ومن بين المهام الاستراتيجية للتنمية ضمان التقدم بالأوضاع الاقتصادية في روسيا حتى تدخل ضمن الاقتصادات الخمسة الكبرى في العالم، وضمان مؤشرات للنمو الاقتصادي تزيد على المؤشرات العالمية، والحفاظ على مستوى تضخم لا يتجاوز 4 بالمئة.‏
وبموجب هذا المرسوم أوعز بوتين الحكومة بتخفيض مستوى الفقر بضعفين بحلول عام 2024.‏
وينص المرسوم أيضا على ضمان نمو مستمر للمداخيل الحقيقية للمواطنين وزيادة المعاشات التقاعدية لتكون فوق مستوى التضخم.‏
وحسب المرسوم، ينبغي على الحكومة الإسراع باعتماد التكنولوجيات الرقمية في الاقتصاد والمجال الاجتماعي، وإنشاء قطاع عالي الانتاجية وموجه للتصدير في مجال الصناعات والزراعة، مبني على التقنيات الحديثة وكوادر عالية الكفاءات.‏
ويقضي المرسوم بزيادة الصادرات غير المتعلقة بالخامات لتصل قيمتها إلى 250 مليار دولار في السنة بحلول عام 2024.‏
كما أوعز بوتين بتحسين الظروف السكنية لـ 5 ملايين عائلة سنويا، وتحقيق زيادة في مستوى متوسط العمر المتوقع في روسيا ليبلغ 78 سنة حتى عام 2024 و80 سنة حتى عام 2030.‏
ويتضمن المرسوم كذلك زيادة تصدير الخدمات الطبية بما لا يقل عن 4 أضعاف بالمقارنة مع عام 2017.‏
وفيما يتعلق بالعلوم والتعليم، يقضي المرسوم بضرورة دخول روسيا مجموعة الدول الخمس الأكثر تطورا في مجال العلوم عالميا، وإنشاء ما لا يقل عن 15 مركزا للعلوم والتعليم بمستوى عالمي، وزيادة نوعية التعليم في البلاد حتى تدخل ضمن الدول العشر الأفضل عالميا في هذا المجال.‏
هذا وكانت الحكومة الروسية قد قدمت استقالتها للرئيس بوتين أمس، وذلك بعد اختتام مراسم تنصيبه رئيساً لروسيا الاتحادية.‏
وجاء في بيان المكتب الصحفي للحكومة: «دميتري اناتوليفيتش مدفيديف، وقع على إيعاز تقديم الحكومة الروسية لاستقالتها أمام الرئيس الروسي، المنتخب مجددا».‏
ووفقا للدستور، تقدم الحكومة الروسية استقالتها فوراً، بعد تولي الرئيس الجديد لمهامه. ويبقى أعضاء الحكومة يمارسون مهامهم إلى حين تعيين وزراء جدد.‏
في الأثناء قدم الرئيس بوتين لمجلس الدوما مرشحه ديمتري مدفيديف لرئاسة الحكومة الجديدة.‏
ووفقا للدستور الروسي يجب على رئيس الحكومة تقديم الوزراء في مدة لا تتجاوز أسبوعا، ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الدوما اليوم للنظر في مرشح الرئيس بوتين.‏

2018-05-08