شهداء العلم والمعرفة قدوة تحتذى

سطرت سورية بدماء شهدائها الأبرار أعظم صفحات التضحية والفداء في سبيل رفعة الوطن وعزته وقدم أبناؤها الغالي والنفيس ولاء لأرضهم وعرضهم وكان لشهداء العلم والمعرفة حيز كبير في هذه التضحية فمنذ تعرض الوطن لأعنف حرب كونية عرفها التاريخ كان طلبة سورية وأساتذتهم خير مثال للوطنية والقيم والأخلاق حيث قالوا كلمتهم لا لكل من يزعزع أمن واستقرار الوطن.. سندافع عن وطننا بكل ما نملك.

ولأن الشهيد قدوة تحتذى وشهداءنا أكرم منا جميعا حرص فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي من خلال لجنة متابعة شؤون أسر الشهداء على متابعة أسر شهداء الجامعة وتقديم الدعم اللازم لهم في جميع الأوقات.

ويشير المهندس أيهم الحوراني رئيس اللجنة في تصريح ل سانا إلى أن عدد الشهداء في جامعة دمشق بلغ 149 شهيدا وشهيدة توزعوا حسب الصفة الوظيفية بين 14 شهيدا وشهيدة من الكادر التدريسي في الجامعة و73 شهيدا وشهيدة من طلاب الجامعة و41 شهيدا من الموظفين في جامعة دمشق و21 شهيدا من الموظفين والطلبة سواء كانوا في الخدمة الإلزامية في الجيش العربي السوري والقوات المسلحة أو كقوات رديفة له.

وتعمل لجنة متابعة شؤون أسر الشهداء في فرع الجامعة للحزب بالتنسيق مع رئاسة جامعة دمشق كما يقول المهندس الحوراني على رصد حالات الاستشهاد وجمع البيانات اللازمة والخاصة بكل شهيد وفتح أضابير خاصة بالشهداء وأصبح عرفا لدى جامعة دمشق منح شهادة علمية فخرية لأي طالب يستشهد حتى لو كان في السنة الأولى ولم يتقدم بأي مادة على الإطلاق إضافة إلى تكريم أسرته وتم تكريم 53 أسرة من أسر شهداء الجامعة لغاية اليوم.

وتعمل اللجنة بحسب المهندس الحوراني على مساعدة أبناء الشهداء في المنح الدراسية المقرة من قبل الجهات المعنية إضافة إلى مساعدتهم بأي مطلب خاص وحل جميع المشاكل التي تخص الموظفين والطلبة من ذويهم كما تعمل بشكل دائم على توظيف الشهداء ضمن عقود سنوية أو موسمية ووضعت لهم الأولوية في ذلك إضافة إلى تكريم الشهداء وذويهم في مختلف الفعاليات والأنشطة والمناسبات وتقديم الدعم المالي لصندوق الشهداء في الجامعة بما يجعل من الممكن منح مكافآت مؤقتة وشهرية ومساعدات مختلفة بشكل دوري.

وخلال العام الماضي منحت اللجنة لذوي الشهداء 83 بطاقة ضمان صحي في آي بي سنوية تتجدد تلقائيا حيث يحق لحامل هذه البطاقة الاستفادة من الخدمات الصحية التي تقدمها شركة ميديكسا للخدمات الصحية ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية وتعتبر خدمات هذه البطاقة مفتوحة وتصل قيمتها إلى مليون ونصف المليون ليرة سورية سنويا.

كما قامت اللجنة خلال العام الماضي أيضا بحملة واسعة لجمع الكتب ضمن جامعة دمشق وافتتحت معرضا لهذه الكتب خصص ريعه كاملا لصندوق أسر الشهداء وتضمن حوالي 16 ألف كتاب تنوع بين الثقافي والتاريخي والعلمي والهندسي والقصصي والروائي وكتب جامعية ومجلات علمية ورسائل الماجستير والدكتوراه وسعرت الكتب بأسعار رمزية جدا واستمر المعرض مدة خمسة عشر يوما بيعت فيه أغلب الكتب.

وتعمل اللجنة على إصدار كتاب خاص بشهداء جامعة دمشق يتضمن سيرهم الذاتية ولمحة عن مسيرتهم الدراسية وعلاقتهم بأساتذتهم وزملائهم وصورا خاصة بهم وبذويهم ومن المقرر أيضا أن يتم تخليد ذكراهم من خلال إطلاق أسمائهم على القاعات الدراسية والأبنية داخل الحرم الجامعي.

وخصصت اللجنة نسبة 5 إلى 10 بالمئة من ريع المقاصف وأكشاك خدمة الطلاب في الحرم الجامعي لصندوق الشهداء وتقوم إدارة الجامعة بالعمل إداريا وقانونيا على تحقيق ذلك.

ويؤكد رئيس اللجنة استمرار التوجيه للقائمين على شؤون الشهداء من أجل اقتراح مشاريع ريعية تعود لصالح صندوق الشهداء.

وتبقى الشهادة قيمة إنسانية مشرفة للأجيال جعلت لها عناوين مهمة في الحياة النضالية ورغم غنى الكلمات والصفات لكنها بمجملها لا تفي الشهيد حقه.

2018-05-06