معركة الجنوب.. والرسائل الحاسمة


بقلم: أحمد ضوا

حسم الجيش العربي السوري معركته في الجنوب السوري فاتحاً المجال من أوسع أبوابه لعودة الأمن والاستقرار إلى باقي المناطق التي لا تزال تعاني من الإرهاب.
هذه المعركة التي اعتمدت استراتيجية حكيمة لحماية المدنيين لم تترك مجالاً للفصائل الإرهابية إلا الرضوخ لشروط الجيش والقبول بخيار المصالحة وحسناً فعلت ذلك صاغرة.‏

يخطئ من يعتقد أن الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية لم تفعل كل ما من شأنه منع الجيش السوري من إعادة المنطقة الجنوبية لحضن الوطن ولكن إصرار قيادة الجيش على قرارها وتعاون أهالي المنطقة مع الجيش نحت جانباً كل (الوقود القذر) الذي قدم للإرهابيين من رعاتهم لدفعهم إلى الاستمرار بأخذ المدنيين دروعاً بشرية وخلق أزمة انسانية عملت الدول الغربية على افتعالها بدءاً من مجلس الأمن.‏

إن حرص الجيش العربي السوري على حياة المدنيين والأهالي في المنطقة الجنوبية كان القاسم الحاسم لدفعة باتجاه تحقيق خيار المصالحه واستخدم لهذه الغاية تكتيكات عسكرية وإعلامية دفعت التنظيمات الإرهابية إلى التفكير فقط بكيفية الحفاظ على أرواحها، الأمر الذي استثمرته قيادة الجيش في الحفاظ على حياة المدنيين وبالتالي سحب ورقة الضغوط الإنسانية على الدولة السورية وبالتالي تكون معركة الجنوب أنجزت الانتصار الكامل في تلك المنطقة.‏

إن ردات فعل كيان الاحتلال الإسرائيلي على معركة الجنوب ونتائجها ومحاولاته إيجاد ثغرات للنفوذ منها للتأثير المباشر فيها لصالح الإرهابيين تعكس أهمية إعادة الأمن والاستقرار إلى جنوب سورية الذي اشتغلت عليه الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية ليكون المسار الأقرب لإسقاط الدولة السورية في بداية هذه الحرب.‏

وتأتي محاولات العدو الإسرائيلي استدراج أهالي التنظيمات الإرهابية للجوء إلى خط فصل القوات وبالتالي التهديد باجتياح هذه المنطقة بهذه الحجة إحدى جوانب مساعيه المكشوفه لافتعال معركة جانبية للتأثير على جهود الجيش السوري الذي كان مدركاً لمثل هذه الخدع الإسرائيلية وعمل بحنكة لتفضيل مسار المصالحة لسحب كل الذرائع من الإرهابيين الذين يتلقون الدعم من العدو الإسرائيلي.‏

النتائج السياسية لنصر الجيش السوري في معركة الجنوب ستأتي تباعاً وستلقى بظلالها الإيجابية على كل السوريين ومحبي السلام في العالم كما أنها ستسحب أوراق سوداء كانت بحوزة الدول الداعمة للإرهاب وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والعدو الصهيوني وأدواتهم في المنطقة الأمر الذي سيوفر أرضية ثابته للقوى المتحالفة مع الدولة السورية لتعزيز رؤيتها ومنهجها لإدارة شؤون العالم وفق شرعة الأمم المتحدة وليس الهيمنة والاستثمار في الإرهاب.‏

أما على الصعيد الداخلي فرسالة نصر الجنوب لباقي التنظيمات الإرهابية واضحة وهو ما يتردد بين أوساطها في الشمال السوري حيث بدأت قيادات من الإرهابيين البحث عن ملاذات خارج سورية، الأمر الذي ولد إرباكاً واضحاً وفتح الباب أمام تطورات دراماتيكية قد تجعل من عملية إعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المنطقة أهون وأسرع مما هو متوقع.‏

إن الاستراتيجية التي وضعتها الدولة السورية وقيادة الجيش لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل التراب السوري تسير بخطى متسارعة وبالتوازي مع ذلك تنهار أيضا أحلام المرتهنين للمشاريع الخارجية، الأمر الذي يشي بأن سورية مقبلة على لعب دور إقليمي ودولي أشد تأثيراً من السابق.‏

adam.dawa@yahoo.com ‏

2018-07-09