الجعفري: بيان مؤتمر سوتشي أساس لأي مسار سياسي والشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده

وزارة الإعلام

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفرى أن الشعب السورى وحده من يقرر مستقبل بلاده وأن سورية ملتزمة بما صوت عليه السوريون في مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي وليست معنية بأي لجنة خارجية.

وأوضح الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن سورية أمس أن أمريكا بوجودها في سورية تنتهك القرار 2254 الذي وافقت عليه والذي يؤكد الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة سورية لافتا إلى أن المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة نصت على احترام مبدأ المساواة في السيادة وامتناع الدول عن التهديد باستخدام القوة ضد أي بلد وقال “ويحق لنا اليوم التساؤل عما قام به مجلس الأمن من أجل ضمان الأهداف والمقاصد”.

وأعرب الجعفري عن الأسف لعدم تطرق مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دى ميستورا في إحاطته أمام المجلس إلى وجود احتلال أمريكي تركي في سورية وقال إن “المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة تنص على احترام مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها وعلى امتناع الدول في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة وعلى أنه ليس في هذا الميثاق ما يسوغ للأمم المتحدة أن تتدخل في الِشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما”.


كل القرارات التي اعتمدها مجلس الأمن حول سورية وعددها 29 قرارا أكدت على الالتزام القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية

وأضاف الجعفري إن كل القرارات التي اعتمدها مجلس الأمن حول سورية وعددها 29 قرارا أكدت على الالتزام القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية وبمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه.

وتابع الجعفري يحق لنا اليوم ولكل شعوب العالم التي ما زالت تؤمن بأهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة التساؤل عما قام به مجلس الأمن من أجل ضمان احترام هذه الأهداف والمقاصد التي عمل الآباء المؤسسون على صياغتها بحكمة سعيا منهم لتحقيق السلام والأمن والازدهار في العالم بعدما شاهدوه من حروب وويلات.

وقال الجعفري إننا في سورية ندرك أن بلادنا ليست الضحية الأولى نتيجة انتهاك بعض أعضاء مجلس الأمن لأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ولكن ما تعانيه سورية جاء كنتيجة للتعامي عن كل تلك الانتهاكات السابقة على مدار عشرات السنين متسائلا عما فعله مجلس الأمن عندما قوضت هذه الدول الأعضاء فيه أحكام الميثاق في مرحلة مبكرة من تأسيسها وحرمت الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما تساءل الجعفري ماذا فعل المجلس عندما قوضت هذه الدول نفسها أحكام الميثاق وغزت العراق ودمرت ليبيا.. وماذا فعل المجلس عندما قوضت هذه الدول إياها أحكام الميثاق فغذت الإرهاب العالمي واسمته “الحركة الجهادية”.. وماذا فعل المجلس أيضا عندما قوضت هذه الدول أحكام الميثاق وتدخلت بشكل سافر في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء ونهبت ثرواتها كما هو الحال في العديد من الدول الإفريقية.


فجور البعض تجاه سورية هو نتيجة تغليب هذا البعض مبدأ غطرسة القوة على مبدأ قوة القانون واستهتاره بمبادئ ومقاصد الميثاق

وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن “فجور البعض تجاه سورية هو نتيجة تغليب هذا البعض مبدأ غطرسة القوة على مبدأ قوة القانون واستهتاره بمبادئ ومقاصد الميثاق في غياب أي مساءلة جدية لمن يستقوي بشريعة الغاب على القانون”.

ولفت الجعفري إلى أن سورية تعرضت لحرب عالمية إرهابية لا سابق لها على مدى 7 سنوات في ظل صمت البعض وتواطؤء البعض ولا مبالاة البعض وتغاضي البعض وتآمر البعض الآخر مبينا أن بعض الدول النافذة في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا سخرت كل طاقاتها للنيل من سورية أرضا وشعبا وموقفا سياسيا ولتصفية حساباتها القديمة معها وتلاعبت هذه الدول بمبادئء الميثاق وانتهكت أحكامه لتحقيق أجندتها التدخلية الخاصة على حساب دماء الشعب السوري ومقدراته ومستقبل أبنائه.

وحول ما تتعرض له سورية من حملة إعلامية تضليلية قال الجعفري إن “تلك الدول سخرت ماكيناتها الإعلامية وبعض موظفي الأمم المتحدة لتشويه حقيقة ما جرى ويجري في سورية وتضليل الرأي العام الدولي بشأن ما يعانيه المدنيون فيها إنسانيا بفعل ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة التي دأبت على مدى السنوات السبع الماضية على اتخاذ المدنيين في مناطق تواجدهم دروعا بشرية وعلى استباحاتهم للمشافي والمدارس وجعلها مراكز عسكرية وأماكن اعتقال للمختطفين وإمطارهم للمناطق المدنية بقذائف الحقد العشوائية” مشيرا إلى أنه خلال الـ 20 يوما الأخيرة تم قصف مدينة دمشق وحدها بألف قذيفة.

وأضاف الجعفري هذه الدول تلاعبت بمبادئ الميثاق وانتهكت أحكامه عندما أوعزت لأدواتها الإقليمية بتسخير كل إمكانياتها المادية والإعلامية لدعم المجموعات الإرهابية من خلال إصدار الفتاوى الوهابية التكفيرية لاستباحة دماء السوريين ومن خلال فتح الحدود لتسهيل عبور عشرات الآلاف من الإرهابيين المرتزقة من أكثر من 100 دولة عضو في هذه المنظمة إلى داخل سورية ومن خلال إنشاء معسكرات تدريب للإرهابيين في دول الجوار ومن خلال محاولة تقديم هؤلاء الإرهابيين على أنهم “معارضة سورية معتدلة”.

وتابع الجعفري إن الإرهابي المرتزق اليوم الذي يأتينا من 100 دولة عضو اسمه “معارضة سورية معتدلة” مشيرا إلى اعتراف رئيس وزراء مشيخة قطر السابق بأن دعم الإرهابيين كلف الدول الداعمة للإرهاب 137 مليار دولار وإلى إقرار سفير الولايات المتحدة السابق في دمشق بأن بلاده صرفت 12 مليار دولار خلال 4 سنوات منذ عام 2014 وحتى عام 2017 بهدف “تغيير الحكم في سورية فالحكم في سورية لا يعجبهم في واشنطن ويريدون تغييره.. يغيرونه في بغداد أو في ليبيا أو في سورية أو في فنزويلا أو في إيران.. إذ لا يوجد قانون”.


وثائق ويكيليكس فضحت سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة المعادية لسورية منذ الغزو الأمريكي البريطاني للعراق حيث تلاعبت هذه الدول بمبادئ الميثاق وانتهكت أحكامه

وأعاد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة التذكير بأن وثائق ويكيليكس فضحت سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة المعادية لسورية منذ الغزو الأمريكي البريطاني للعراق حيث تلاعبت هذه الدول بمبادئ الميثاق وانتهكت أحكامه عندما قدمت للمجموعات الإرهابية وسهلت امتلاكها للمواد الكيميائية السامة لاستخدامها ضد المدنيين الأبرياء ومن ثم التلاعب بمكان الحوادث وفبركة المعلومات وتقديم شهادات زور مضللة لآلية تحقيق مشكوك بمصداقيتها وحياديتها ليتم اتهام الحكومة السورية واتخاذه ذريعة لشن العدوان عليها.

وقال الجعفري “يوجد مجلد كبير يحوي 136 رسالة تم إرسالها من الحكومة السورية إلى مجلس الأمن حول معلومات مهمة جدا تتعلق باستخدام واستقدام الإرهابيين لمواد كيميائية من خارج سورية لاستخدامها فيها وتم استعمالها.. أي 136 رسالة حول الموضوع الكيميائي.. فقط تم توزيعها كوثائق رسمية وهي في عهدتكم كلكم لكن لا أحد يبالي.. لا أحد يقرأ هذه المعلومات إلا البعض المتخصص”.

وأشار الجعفري إلى أن أهم المجلات السياسية الأمريكية وهي “نيوز ويك” نشرت مقالا للكاتب “إيان ويلكي” بتاريخ الـ 8 من شباط الجاري يتضمن اعتراف وزير الدفاع الأمريكي بأنه لا توجد أدلة على أن الحكومة السورية استخدمت غازات سامة لا في خان شيخون ولا في الغوطة 2013 وقال إن “وزيرة الدفاع الفرنسية حذت حذو نظيرها الأمريكي إذ قالت إنه لا توجد أدلة موثقة لدى فرنسا على استخدام الحكومة السورية لغاز الكلور رغم ذلك فإن كلام الوزيرة الفرنسية لم يمنع رئيسها من رسم خطوط بألوان قوس قزح والتهديد بشن عدوان على سورية كما كانت فعلت الإدارة الأمريكية السابقة”.

وتابع الجعفري لقد تلاعبت هذه الدول بمبادئ الميثاق وانتهكت أحكامه عندما حاولت شرعنة الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها قوات ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة والتي كان آخرها العدوان الذي ارتكبه هذا التحالف غير الشرعي بتاريخ الـ 8 من شباط الجاري في ريف دير الزور الشمالي الشرقي بحق قوات شعبية سورية كانت تتصدى لتنظيم داعش الإرهابي.. المنطقة التي هاجمتها القوات الشعبية السورية ضد “داعش” هي تحت الحماية الأمريكية شمال شرق دير الزور.. شريط بعرض 30 كم وطول 65 كم.. “داعش” الذي هزمناه في دير الزور والبوكمال خرج من هاتين المدينتين بحماية أمريكية وتمركز في هذه المنطقة على الحدود السورية العراقية.

وأوضح الجعفري أنه عندما هاجمت القوات الشعبية السورية “داعش” في هذه المنطقة قامت القوات الجوية الأمريكية بقصف هذه القوات ما يكشف مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك الوظيفة الحقيقية لهذا التحالف والدور الذي تلعبه واشنطن في دعم تنظيم داعش الإرهابي على غرار ما فعلته سابقا عندما استهدفت بهجمات جوية مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة قرب دير الزور نفسها بتاريخ 17-9-2016 فمكنت بذلك آنذاك تنظيم داعش الإرهابي من التقدم واحتلال تلك المواقع في جبل الثردة.

ولفت الجعفري إلى التدمير المتعمد الذي قام به “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن لنحو 90 بالمئة من مدينة الرقة وإلى تراجع هذا التحالف عن تعهداته بإزالة عشرات آلاف الألغام التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي في المدينة قبل خروجه منها وانتقاله للخدمة الإرهابية تحت الرايتين الأمريكية في شرق الفرات والتركية في شمال عفرين.
نأسف لعدم تطرق دي ميستورا في إحاطته أمام مجلس الأمن إطلاقا لوجود احتلال أمريكي وآخر تركي لأجزاء من سورية

وعبر الجعفري عن الأسف لعدم تطرق دي ميستورا في إحاطته أمام مجلس الأمن إطلاقا لوجود احتلال أمريكي وآخر تركي لأجزاء من سورية مبينا أن المبعوث الخاص قال “إن هناك نزاعا عابرا للحدود في عفرين” وليس دخولا تركيا غير مشروع إلى داخل سورية وهجوما على مدينة سورية اسمها عفرين.

وجدد الجعفري التأكيد على أن هذه الدول “تلاعبت بمبادئ الميثاق وانتهكت أحكامه عندما صمتت وإدارة عملية حفظ السلام عن الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الجمهورية العربية السورية والتي كان آخرها العدوان الغاشم الذي ارتكبته تلك القوات بتاريخ الـ 10 من شباط 2018 وهو العدوان الذي حاولت المندوبة الأمريكية تبريره بالقول.. إنه جاء ردا على إرسال إيران طائرة دون طيار إلى فوق فلسطين المحتلة وهذا الكلام عار من الصحة وكاذب ومضلل”.

وقال الجعفري إن “هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها “إسرائيل” بالاعتداء على سيادة بلادي فكلكم تعرفون أنها قامت وما زالت تقوم إلى حين إسقاط طائرتها الحربية مؤخرا فوق فلسطين المحتلة بصاروخ سوري بانتهاك سيادة بلادنا.. هذا الكلام كله ننقله إلى عنايتكم وعناية إدارة عمليات حفظ السلام”.

كما أكد الجعفري أن هذه الدول تلاعبت بمبادئ الميثاق وانتهكت أحكامه عندما منعت صدور بيانات عن المجلس تدين اعتداء التنظيمات الإرهابية وإطلاقها ما يزيد على ألف قذيفة صاروخية وقذيفة هاون خلال الأيام القليلة الماضية على الأحياء والضواحي السكنية والبعثات الدبلوماسية والمنشآت الخدمية والكنائس في مدينة دمشق ومدن أخرى حيث تسببت هذه الاعتداءات باستشهاد عشرات المدنيين وجرح المئات معظمهم من النساء والأطفال.

وأوضح الجعفري أن “هذه الدول تلاعبت ايضا بمبادئ الميثاق وانتهكت أحكامه عندما روجت لمصطلح المناطق المحاصرة في معرض الحديث عن الوضع في الغوطة الشرقية بريف دمشق وتغاضت عن حقيقة أن أهالي الغوطة محاصرون من الداخل من قبل التنظيمات الإرهابية المختلفة المنتشرة فيها والتي تستغل المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية وتقوم بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية واحتكارها وتوزيعها على مناصريها أو بيعها للمحتاجين بأسعار باهظة على غرار ما حصل سابقا في الأحياء الشرقية لمدينة حلب”.

وقال الجعفري “عندما قررت الولايات المتحدة التدخل العسكري في بلادي بشكل أحادي الجانب وغير شرعي قالت واشنطن إنها قادمة إلى سورية لمحاربة داعش ثم غيروا التوجه فقالوا نحن في سورية لبناء قواعد عسكرية دائمة للحفاظ على الأمن الاستراتيجي الأمريكي وأمن حلفائنا أي حلفاء واشنطن ثم غيروا التوجه مرة أخرى فقالوا نحن في سورية لخلق ميليشيات مسلحة متمردة على السيادة السورية ووضع المصادر النفطية والغازية والمائية تحت سيطرة هذه الميليشيات.. أي يريدون إنشاء دويلة.. ثم غيروا وجهتهم كذلك فقالوا نحن في سورية حتى لو تمت هزيمة داعش”.

ولفت إلى أن واشنطن تحدثت بالسياق ذاته عن العراق لتبرير بقاء قواتها فيه موضحا أن الوجهة الأمريكية تغيرت مجددا في سورية فقالوا نحن لن نغادر سورية حتى يتم تنفيذ تسوية سياسية وضمان أمن حلفائنا في المنطقة وفي آخر إبداع قالوا نحن في سورية نحارب إيران وحزب الله وروسيا وغيروا استراتيجيتهم النووية وقال “يبدو أنهم يفكرون باستخدام السلاح النووي وليس بعيدا أنهم سيقولون لنا غدا إننا في سورية لمحاربة الكائنات الفضائية القادمة من مجرة درب التبانة يوما ما”.


مؤتمر سوتشي أثبت من جديد أن العملية السياسية في سورية لا يمكن أن تبدأ وتستمر إلا بقيادة سورية ودون أي تدخل خارجي

وحول مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي عقد في سوتشي جدد الجعفري ترحيب الحكومة السورية وإشادتها بجهود الاتحاد الروسي وخاصة الرئيس فلاديمير بوتين في عقد واستضافة هذا المؤتمر وقال إن “المؤتمر أثبت من جديد أن العملية السياسية في سورية لا يمكن أن تبدأ وتستمر إلا بقيادة سورية ودون أي تدخل خارجي حيث مثل المشاركون في المؤتمر مختلف شرائح المجتمع السوري السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها واعتمدوا بالأغلبية الساحقة وثيقتين مهمتين الأولى هي البيان الختامي والثانية هي لجنة مناقشة الدستور”.

وشدد الجعفري على ضرورة التنبه إلى الحيثيات وعدم التلاعب أو التفسير المغلوط لما صدر عن سوتشي وقال “البيان الختامي صوت وعدل عليه السوريون المشاركون بأكثر من نقطة ليقروه بعدها بأغلبية الأصوات أي حدثت عملية تصويت ديمقراطية وحسب القواعد والإجراءات المتفق عليها.. تم التصويت بأغلبية الأصوات على البيان الختامي الذي هو اللبنة الأساسية في المسار السياسي والقاعدة الصلبة التي سينطلق منها أي حوار أو محادثات بعد الآن وذلك انطلاقا من أن الحل سوري سوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي وهي تعابير وردت في البيان الختامي بسوتشي”.

وأضاف مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إن هذا البيان يشكل أرضية شرعية ومنطلقا وحيدا وأساسا ثابتا لأي مسار سياسي وخاصة أنه تضمن ثوابت وطنية تحظى بإجماع السوريين ولا يمكن لأحد أن يجادل بشأنها وهي الحفاظ على سيادة ووحدة سورية وحق الشعب السوري الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والحفاظ على الجيش والقوات المسلحة.

وقال الجعفري “استنادا إلى مبدأ أن السوريين وحدهم هم من يحددون مستقبلهم ودستورهم فقد اعتمد المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي قراراً حول تشكيل لجنة مناقشة الدستور وبالتالي فإن تشكيل اللجنة يجب أن يتم وفقاً لهذا القرار الذي حدد مهامها.. القرار الذي صوت عليه السوريون ولم يعط المشاركون في المؤتمر المبعوث الخاص إلى سورية أي وصاية أو تفويض أو سلطة فيما يخص تشكيل لجنة مناقشة الدستور ونحن في سورية ملتزمون بما صوت عليه المشاركون في المؤتمر ولسنا معنيين بأي لجنة يتم تشكيلها من قبل أي جهة خارجية كما اننا لن نتعامل مع نتائج مناقشاتها أو أي أمر يتعلق بها.. الشأن الدستوري شأن سيادي وهو أمر ينطبق عليكم جميعا.

وختم الجعفري بالقول إن “حكومة الجمهورية العربية السورية كانت وما تزال مع أي مسار سياسي يحقن دماء الشعب السوري ويحافظ على وحدة واستقلال البلاد ويضمن عدم المساس بسيادتها بأي شكل من الأشكال ويكفل مبدأ أن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده عبر الحوار الوطني السوري السوري وهو المبدأ الثابت الذي أكدت عليه كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة في سورية” لافتا إلى أن “القرار 2254 الذي وافقت عليه واشنطن وتريد المندوبة الأمريكية تطبيقه يؤكد الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية.. فماذا تفعل القوات الأمريكية فوق أجزاء من بلادي إذا.. ألا تنتهك الولايات المتحدة هذا القرار الذي وافق عليه وفدها هنا في مجلس الأمن وصدر بالإجماع”.

 

2018-02-15