في ذكرى يومه… الأسير السوري شعلة لا تنطفئ على درب التحرر

“من قاوم نال حريته.. ولا يضيع حق وراءه مطالب” حقيقة أيقنها أبناء الجولان السوري المحتل منذ اغتصابه من قبل كيان الاحتلال الصهيوني عام 1967 وبقيت حاضرة مع اعتقال المئات من أبناء سورية المقاومين وزجهم في السجون والقيام بأبشع الممارسات الإجرامية اللاإنسانية بحقهم والتي كانت سبباً في إصرارهم على أن يكونوا على مر السنوات مخلصين للوطن والقضية وشعلة لا تنطفئء على درب التحرر.

كل القوانين والأعراف الدولية لم تمنع الكيان الصهيوني من استخدام أشنع الممارسات بحق الأسرى السوريين والعرب الموجودين في سجونه والتي تعددت بين التفتيش العاري للأسرى والمحاربة بالطعام واستخدام أجسادهم حقولاً للتجارب الطبية وتجريب العقارات الطبية عليهم وعدم مراعاة أي آثار خطرة قد يتركها الدواء على أجسادهم المنهكة من ويلات السجن لسنوات طويلة.

اليوم ومع ذكرى الأسير السوري التي تصادف الـ 21 نيسان من كل عام يستذكر المناضلون السوريون وغيرهم من الشرفاء العرب ممن قضوا حقباً تحت نير الاحتلال إجرام الكيان الصهيوني بحقهم حيث تحدث رئيس لجنة دعم الأسرى السوريين في سجون الاحتلال الأسير المحرر علي اليونس في تصريح خاص لـ سانا عن العديد من تلك الممارسات الوحشية واللاإنسانية ومنها استخدام القوة المسلحة في تفتيش الأسرى ومنع ذويهم من إدخال الأدوية الضرورية لأبنائهم مضيفاً: “لا يسمحون بملاقاة الأهل دون وجود حاجز زجاجي بين الأسير وذويه ومسألة ضم الأم لابنها من الحالات الخيالية في معتقلات الاحتلال”.

وتشكل ذكرى الأسير السوري والتي تتزامن مع ذكرى الأسير الفلسطيني مناسبة للمقاومين في سورية والوطن العربي لإقامة الفعاليات والندوات والاعتصامات أمام سفارات العالم والمقرات الدولية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال وتحريك المحافل الدولية لإجبار الاحتلال على معاملة الأسرى بما تنصه القوانين والأعراف الدولية.

فمن قرى الجولان السوري المحتل من مجدل شمس إلى بقعاثا إلى مسعدة والغجر وعين قنية وغيرها من البلدات اعتقل الاحتلال الصهيوني خمس سكان الجولان السوري منذ سنوات طويلة فمنهم من تحرر على مدى السنوات الماضية ومنهم ما زال رهن هذا الاعتقال التعسفي لكنهم من داخل تلك السجون يثبتون إلى اليوم أنهم قرابين تضحية على عتبة الوطن وشرف للأمة وكرامتها كما وصفهم الأسير المحرر اليونس.

واعتبر اليونس أن الأسرى السوريين وزملاءهم العرب في سجون الاحتلال منارة للأجيال القادمة للاهتداء إلى طريق الحرية والاستقلال منوها بتضحيات وصمود أسرى الجولان المحتل الذين أثبتوا تمسكهم بعروبة الأرض والهوية العربية السورية رغم كل أفعال العدو الإجرامية بحقهم إلى الآن وعلى رأسهم عميد الأسرى السوريين صدقي المقت والأسيران الشهيدان هايل أبو زيد وسيطان الولي.

ومن داخل تلك القضبان أرسل الأسرى السوريون خلال سنوات الحرب التي تتعرض لها سورية رسائل دعم وتقدير لانتصارات الجيش العربي السوري على أدوات الكيان الصهيوني من المرتزقة والإرهابيين والتي كان آخرها في الغوطة الشرقية التي حررها أبطال الجيش من براثن الإرهاب مثبتين أن السوريين مقاومون سواء كانوا داخل سجون الاحتلال أو خارجها ولا يثبط من عزيمتهم أي وسيلة من وسائل الاستعمار والإرهاب.

ومع سعي سورية المستمر لإطلاق سراح أبنائها الجولانيين الأسرى من خلال الجهات والمنظمات الدولية للضغط على سلطات الاحتلال تعمل بالتوازي على إيصال معاناة هؤلاء الأسرى إلى العالم أجمع وفضح انتهاكات العدو بحقهم من خلال لجنة دعم الأسرى السوريين في سجون الاحتلال بالإضافة إلى تقديم كل أشكال الدعم لذويهم في قرى الجولان الصامدة.

ومهما اعتقد الاحتلال الصهيوني أنه قادر على فرض وجوده وضمان أمنه باعتقال المقاومين السوريين والفلسطينيين وغيرهم من شرفاء الأمة والقضاء على شخصيتهم النضالية والوطنية والثقافية والسياسية فعليه أن يدرك جيداً أن من حمل شعلة النضال يوماً لن تزيده قضبان السجن إلا صلابة فالحرارة لا تزيد الحديد إلا نقاوة وتمدداً وسينشرون فكرهم النضالي داخل سجون الاحتلال وخارجها.

2018-04-21