الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية: دعم سيادة ووحدة سورية.. تهيئة الظروف لعودة المهجرين


أكد البيان المشترك لاجتماع رؤساء الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية “روسيا وإيران وتركيا” دعم سيادة ووحدة الأراضي السورية والاستمرار فى محاربة الإرهاب.

وجاء في البيان الذي صدر عقب اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة أمس”أن الدول الثلاث تلتزم بشكل قوي ووثيق بوحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية وتؤكد على مواصلة تعاونها لإحلال السلام والاستقرار في سورية”.

وشدد البيان على أن الدول الثلاث الضامنة ستواصل التعاون للقضاء على التنظيمات الارهابية كـ داعش وجبهة النصرة والقاعدة وكل المجموعات المرتبطة بها لافتا إلى ضرورة العمل للفصل بين الإرهابيين وما يسمى “المعارضة”.

ولفت البيان إلى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية والحل ممكن فقط من خلال عملية سياسية مشيرا إلى أن عملية أستانا حول الأزمة في سورية شكلت صيغة ناجحة للمساهمة بحل الأزمة.

وأكد البيان المشترك دعم الدول الضامنة لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي بما في ذلك تشكيل لجنة مناقشة الدستور.

وأشار البيان إلى ضرورة تهيئة الظروف لعودة السوريين المهجرين بفعل الإرهاب إلى بلدهم .

ولفت البيان إلى أن الدول الضامنة ترحب بقرار مجلس الأمن الدولي 2401 الصادر أواخر شباط الماضي لمعالجة الأوضاع الإنسانية في سورية بما في ذلك الرقة ومخيم الركبان والفوعة وكفريا وإدلب مؤكدة أنها ستواصل تعاونها لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية.

وأوضح البيان أن الدول الضامنة قررت عقد لقاء ثلاثي مقبل في إيران تلبية لدعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية “روسيا وإيران وتركيا” ملتزمة بدعم سيادة ووحدة الأراضي السورية والاستمرار في محاربة الإرهاب وأنه لا بديل من الحل السياسي للأزمة.

وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب أردوغان في أنقرة اليوم عقب اجتماع ثلاثي حول سورية: إن “المباحثات الثلاثية جرت في جو عملي وبناء وتطرقت لجميع نواحي الأوضاع السياسية حول الخطوات القادمة الرامية إلى استتباب الاستقرار والامن في سورية واتفقنا على نقاط مشتركة تم التركيز عليها في البيان الختامي المشترك الذي يؤكد حرص روسيا وإيران وتركيا على المساهمة في تعزيز سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها”.

وأضاف بوتين “إن هذا الموقف مبدئى ولاسيما بعد المحاولات المتزايدة الرامية لتقسيم سورية حيث تم الاتفاق على التعاون فى مجمل الخطوات الرامية الى التسوية السياسية ولاسيما فى عملية استانا وتفعيل الحوار الوطنى السوري بموجب القرارات الأممية ونثمن في هذا الصدد نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري السورى في سوتشي وأنه لا بديل منه حتى اليوم ونحن على يقين اننا سنستمر فى مواصلة العمل من اجل الاستقرار والسلام في سورية”.

ولفت بوتين إلى أن التنظيمات الارهابية في سورية تحاول تخريب عمليات المصالحة الوطنية وتستخدم مختلف الادوات في ذلك وحصلنا على أدلة دامغة خاصة بالاعداد لعملية استفزازية وهجوم باستخدام المواد الكيميائية.

وبين بوتين أن الاجتماع الثلاثي ناقش الخطوات الخاصة بتطبيق مخرجات مؤتمر سوتشي تحت مظلة الأمم المتحدة حيث سيحدد السوريون بأنفسهم في إطار هذه العملية مستقبل مؤسسات دولتهم مشيرا إلى أنه اطلع روحاني وأردوغان على الخطوات والجهود التي تتخذها روسيا في هذا الاتجاه.

وأوضح بوتين أنه تم “إجلاء الاف المدنيين من الغوطة الشرقية بالتعاون مع الحكومة السورية اضافة الى اخراج إرهابيين لا يريدون تسليم سلاحهم” مشيرا إلى أن “عملية إيصال المساعدات الانسانية إلى هذه المنطقة مستمرة بما في ذلك المساعدات المقدمة من مواطنين روس حيث تم ايصال 77 طنا في شباط الماضي من المساعدات الانسانية الروسية”.

وشدد بوتين على أن الهدف الاستراتيجي المشترك هو دحر الإرهابيين نهائيا والذين يدأبون على محاولات زعزعة الوضع على الأرض ويحاولون إفشال جهود حل الأزمة مشيرا إلى أنه جرى التأكيد على منع تسييس ملف الوضع الإنساني وعلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 الذي يهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين على كامل الأراضي السورية.

وأضاف بوتين “اتفقنا أيضا على الجهود الخاصة بإعادة الاعمار في سورية بعد نهاية الأزمة حيث يدور الحديث حول إعادة البنية التحتية وقد باشرت الشركات الروسية بهذه العملية ولاسيما فى المناطق التي كانت مؤخرا تحت سيطرة الارهابيين”.

ودعا بوتين جميع الدول إلى المساهمة في عملية إعادة الإعمار بالأفعال وليس بالأقوال قائلا: هم يتحدثون كثيرا عن تقديم مساعدات انسانية لكنهم لم يحركوا ساكنا حتى الآن.. صحيح اننا نرى مساعدات انسانية قليلة من الأمم المتحدة وهي غير كافية لكننا نعول أن يستمر العمل ويتسع مستقبلا في عملية إعادة إعمار البنية التحتية ولن يتسنى ذلك دون مساهمة كبيرة من الخارج.

من جهته جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد على احترام وحدة وسيادة الاراضي السورية واستقلالها وانه لا حل عسكريا للازمة فيها وانما سياسي.

وبين أن عملية أستانا لعبت دورا مهما في الاسهام بحل الازمة في سورية مشددا على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده بنفسه.

وأكد روحاني ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب حتى القضاء على بقايا التنظيمات الإرهابية في سورية لافتا الى أن هذه التنظيمات تحصل على الدعم والتمويل والأسلحة من الدول الغربية وقامت بسرقة النفط والاثار وارتكبت عمليات وحشية بحق الشعب السوري.

وأشار روحاني إلى أن الولايات المتحدة استخدمت تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الارهابيين كأداة لمحاولة السيطرة على المنطقة مشيرا في الوقت ذاته الى أن هذين التنظيمين تلقيا ضربات قاسية وباتا على وشك الزوال.

وجدد روحاني التأكيد بأن الوجود العسكري الامريكي في سورية غير شرعي وهدفه زيادة التوتر وتهديد وحدة الاراضي السورية معربا عن ثقته بأن الشعب السوري الذي انتصر على الارهاب لن يسمح بأي شكل من الاشكال ان تحاول القوى الخارجية تهديد وحدة بلاده وسيواجه هذا الامر بحزم.

ودعا روحاني المجتمع الدولي الى عدم الوقوف مكتوف الايدي حيال دعم الكيان الصهيوني المستمر للإرهابيين في سورية وانتهاك سيادة الاراضي السورية.

وأشار روحاني الى إيجاد الارضيات الضرورية لإعادة الاعمار في سورية وتوفير الظروف المناسبة لعودة المهجرين بفعل الارهاب الى ديارهم.

بدوره قال رئيس النظام التركي “إن المجموعات الإرهابية لا تشكل خطرا على سورية فقط وإنما على تركيا وغيرها من الدول المجاورة لذلك لابد من القضاء عليها” مضيفا “إن بعضهم يحاول تقسيم الأراضي السورية ونحن لا نعترف بذلك”.

يشار إلى أن نظام أردوغان حول أراضي تركيا الى ممر ومقر للتنظيمات الارهابية ودعمها بالمال والسلاح كما اجتاحت قواته ومرتزقته من المجموعات الارهابية مدينة عفرين وقامت بأعمال تخريب ونهب في المنازل والمنشآت بعد عدوان استمر 58 يوما أسفر عن استشهاد وجرح المئات من المدنيين وتدمير عشرات القرى والبلدات وتهجير الآلاف من قراهم وبلداتهم.

2018-04-05