مصادر دخل مساعدة توفرها النباتات الطبية لأبناء ريف درعا


يشكل فصل الربيع في محافظة درعا فرصة عمل مؤقتة للكثير من أبناء المحافظة وخاصة في ريفها الغربي الذي يمتاز بكثرة أمطاره كونه بيئة طبيعية مناسبة لنمو الكثير من النباتات ذات الاستخدامات الطبية والحشائش التي تتحول إلى وجبات غذائية مفضلة لدى شريحة واسعة من أبناء المحافظة.

ففي وادي حوض اليرموك وبعض الغابات الطبيعية التي لا تصلها التعديات البشرية أو الرعي الجائر تظهر تلقائيا نباتات عرفت عبر زمن طويل باستخداماتها الطبية من قبل السكان المحليين فضلا عن كونها آمنة ومنها “البابونج والشمرا والنعنع البري والطيون والقريص والزعتر البري وقثاء الحمار والخبيزة والعكوب والسنارية والحويرة واللوف والمرار” وهذه النباتات تتحول إلى وجبات معروفة لدى أبناء درعا تتمتع بمذاق لذيذ وفوائد صحية عالية وأسعار منخفضة أو مقبولة تتناسب ومستوى الدخول للمواطنين.

ظهور النباتات الطبية والحشائش شكل مصدر دخل للكثير من أبناء الريف الغربي وخاصة النساء اللواتي يقمن بجمع النباتات وتحضيرها في منازلهن ومن ثم إحضارها إلى أسواق مراكز مدن محافظة درعا لبيعها.

السيدة سناء من بلدة جملة بينت انها تقوم يوميا بجمع نباتات الخبيزة والسنارية والمرار وتنظيفها من التراب تحضيرا لبيعها في أسواق مدينة درعا مشيرة إلى أنها تتحمل يوميا أعباء جسدية ومادية لإيصالها إلى السوق لكنها ترى في هذا العمل متعة إضافة لكونه مصدر دخل لها في وقت تعاني وأسرتها من قلة فرص العمل في بلدتها.

وتلفت سناء إلى أنها تقوم ببيع ما تحضره معها لأحد باعة الخضار في السوق بمبالغ لا تتجاوز المئة وخمسين ليرة للكيلو الواحد وهو يتولى بدوره بيعها للناس مشيرة إلى أن قيامها بالبيع المباشر سيعرضها للمخالفة من البلدية.

أم عبد الله سيدة اخرى تجني نباتات طبية معروفة في بلدتها كوية ومنها البابونج والشمرا وتشير إلى أن هذه النباتات تلقى إقبالا واسعا لدى الناس نظرا لفوائدها الطبية المعروفة موضحة أن معظم من يشتري النباتات الطبية يقوم بتجفيفها والاحتفاظ بها لاستخدامها لاحقا وتضيف أن الناس تفضل النباتات الطازجة التي تقطف في نفس اليوم وهو ما يتطلب منها أن تصحو باكرا لقطاف البابونج والشمرا لتصل للزبائن في وقت محدد مبينة أن المشكلة التي تواجهها يوميا هي ارتفاع تكاليف الوصول إلى درعا نتيجة لطول المسافة التي تتجاوز الـ 50 كيلو مترا بعد قطع الطرقات المؤدية للمدينة من قبل الجماعات الإرهابية المنتشرة في الريف الغربي.

وترى أم عبد الله أنها مستعدة لتحمل المشاق الكبيرة في سبيل أن تحصل على لقمتها ولقمة عائلتها.

أحمد شاب في مقتبل العمر يجمع نباتات أخرى كالقريص والطيون والزعتر البري ويبيعها لمحلات العطارة التي تقوم بدورها ببيع هذه النباتات خضراء أو مجففة لمن يرغب بها.

ويشكل انخفاض أسعار هذه الأنواع فضلا عن كونها نباتات طبيعية لا تتعرض للأسمدة وتنمو معتمدة على مياه الأمطار والتربة الخصبة عوامل مهمة تجذب الزبائن الباحثين عن منتج نظيف ومذاق طيب وسعر معقول.

السيدة سمية تقول إن نباتات الخبيزة واللوف والعكوب والسنارية والمرار تتحول إلى وجبات على موائد معظم الأسر الحورانية وهي تلقى إقبالا من مختلف أبناء الأسرة وجميعها لا تحتاج في طهيها للحوم وإنما تعتمد على الطهي بالزيت وبعضها يؤكل نيئا كالحويرة فيما يشكل العكوب مادة لصنع الفطائر لافتة إلى أنه يتمتع بمذاق لذيذ لكن تحضيره يحتاج لوقت كونه نباتا شوكيا.

المهندسة وسام الشحادات من دائرة حراج درعا بينت أن النباتات الطبية التي تنمو في ريف درعا الغربي تكفي للاستهلاك على المستوى المحلي وتشكل مصدر دخل لأبناء تلك المناطق نظرا لعدم وجود كلفة في زراعتها فهي تنمو بشكل تلقائي بعد انتهاء فصل الشتاء لافتة إلى أن بعض النباتات الطبية تتمتع بخواص علاجية مثبتة علميا حيث يسهم النعناع البري في تنشيط الجهاز العصبي وتخفيف آلام الرأس والأسنان ومثله الشمرا أما شقائق النعمان فيستخدم شرابه كمهدئ ومضاد للسعال وخافض للحرارة والطيون طارد للديدان ومعالجة فقر الدم أما القريص فيستخدم للتخلص من ارتفاع حمض البول ولأمراض الروماتيزم.

2018-04-01