وضعت الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله اللمسات الأخيرة على الأمسية الموسيقية “تحية إلى الموسيقار السوري الراحل سهيل عرفة” والتي ستقام اليوم عند الساعة السادسة مساء على خشبة مسرح الاوبرا بدار الاسد للثقافة والفنون.

ويشارك في الأمسية ابنة الراحل الكبير الفنانة أمل عرفة والمطربة ليندا بيطار والمغني ريان جريرة وكورال “ألوان” بقيادة المايسترو حسام الدين بريمو في حين يضم البرنامج روائع الاغاني التي لحنها الموسيقار الراحل وأداها مطربون كبار كوديع الصافي وشادية ودلال الشمالي وفاتن حناوي.

و قال المايسترو فتح الله “إن تكريم المبدعين الكبار واجب علينا كجيل شاب معترف بالفضل الكبير للشخصيات الثقافية والفكرية التي رسمت الملامح الثقافية السورية وبالتحديد الاغنية السورية” لافتا الى ان تكريم الراحل عرفة بأصوات شابة تأكيد منا على ان الاجيال الشابة تحافظ على عطاء الكبار وتقدم نتاجهم بصيغة وطابع وجودة جديدة.

ولفت المايسترو فتح الله إلى أن برنامج الأمسية سيكون متنوعا لكون الموسيقار الراحل امتاز عطاؤه عبر 60 عاما بالتنوع الكبير من الطقطوقة الى القصائد والاعمال الضخمة والاغاني الوطنية واغاني الاطفال.

من جهته أكد المايسترو بريمو أن الموسيقار عرفة ورفاقه وجدوا في وقت صعب وحملوا على عاتقهم تقديم موسيقى سورية تحتل مكانة كبيرة عند الجمهور السوري والعربي حيث عاصروا عمالقة الفن في مصر كزكريا احمد والسنباطي ومحمد عبد الوهاب وسيد مكاوي والقصبجي عندما كانت الاغنية المصرية هي المسيطرة في القرن العشرين.

وبين المايسترو بريمو أن الموسيقار عرفة استطاع ان يقدم اعمالا تنتشر بأرجاء الوطن العربي وتدخل الى المسارح وقلوب الناس ما جعله اسما كبيرا على الصعيد الموسيقي والانساني فكان همه ابناء وطنه ما شكل قيمة مضافة للفن ولمسنا من خلال تعاملنا معه المواقف الجميلة والوطنية والانسانية لافتا إلى أن أطفال جوقة لونا منذ تاسيسها عام 2003 يؤدون أغنية “يا اطفال العالم” للموسيقار الراحل لغرس عطاء إنسان قدم لوطنه الكثير في ذاكرة الاطفال.

ابنة الراحل الفنانة أمل عرفة قالت “اليوم في داخلي مشاعر مختلطة وكثيرة من الفقد والحب والوفاء لهذا الفنان الكبير الذي قدم الكثير لوطننا وبالوقت نفسه شعور بالفخر كوني ابنته” موجهة الشكر للقائمين على هذه الاحتفالية من وزارة الثقافة لكون سهيل عرفة واحدا من أعمدة الموسيقى في سورية والوطن العربي وكان من أكثر الناس المدافعين عن هوية الأغنية السورية معبرة عن سعادتها بوجودها مع الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو فتح الله وبان تقف على مسرح الأوبرا وتغني اجمل الاغاني التي لحنها والدها الراحل.

المطربة بيطار بينت أن أهمية الأمسية وخصوصيتها كونها تضيء على مبدعين سوريين راحلين فالعام الماضي كرم الشاعر السوري الكبير نزار قباني واليوم يتم تكريم الموسيقار الراحل سهيل عرفة إضافة إلى خصوصية الالحان التي قدمها والتي كان لها بصمة سورية وهذا ما نفتقده في يومنا هذا في حين اكد جريرة ان الحان الموسيقار عرفة تعيش في ذاكرة السوريين حيث قدم القديم والجديد بطابع مؤثر ويسكن ذاكرة الناس ووجدانهم.

يذكر أن الموسيقار الراحل سهيل عرفة الذي رحل في الـ 25 من أيار الماضي عن عمر ناهز 82 عاما يعد من الملحنين السوريين الرواد وصاحب تجربة متميزة في تقديم التراث والغناء الشعبي واغاني الاطفال فضلا عن اعماله في الدراما والسينما والمسرح وتعاون مع كبار المطربين السوريين والعرب امثال صباح فخري ووديع الصافي وصباح ودلال الشمالي وشادية وحاز عام 2007 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.