السورية لتوزيع المطبوعات: خضنا تجربة ناجحة بمعرض الكتاب وأصبحنا على أبواب الربح ...قريباً الكافي شوب الثقافي

 ناريمان الجردي

تسهم الشركة السورية لتوزيع المطبوعات بدور ريادي في نشر الثقافة والوعي وهي شركة ممولة ذاتياً ولا تحمل خزينة الدولة أي نفقات، وانتقلت في المرحلة الحالية إلى الربح، خاضت تجربة ناجحة في معرض الكتاب الريفي المتنقل.. وتسعى للحصول على الأيزو في التوزيع...

انطلاقاً مما سبق ولتسليط الضوء على أهمية عمل هذه الشركة التقى فريق وزارة الاعلام بمدير الشركة السورية لتوزيع المطبوعات السيد آدم محمد الذي حدثنا عن الشركة وآلية عملها واختصاصاتها قائلاً: هي "إحدى  مؤسسات وزارة الاعلام تم فك الدمج بينها وبين مؤسسة الوحدة عام 2009 وقتها انطلقت الشركة بأسس عمل جديدة مختلفة ومغايرة للسابق حافظت على سمعتها وقواعد عملها الأساسية المتجلية بتوزيع كافة المطبوعات الدورية في كل أنحاء الجمهورية العربية السورية، التغير الرئيسي الذي حصل بالنسبة للشركة هو تحولها من مؤسسة ذات طابع اداري إلى شركة ذات طابع اقتصادي ممولة ذاتياً، لافتاً إلى أنها قطاع خدمي يقوم بالأساس بتخديم عمل وزارة الاعلام ومؤسساتها والمؤسسات المشابهة لها في القطاع الخاص والأحزاب والجهات التي تصدر المطبوعات في سورية على مختلف أنواعها.

وحول تجربة الدمج مع مؤسسة الوحدة والإرث الثقيل الذي تكبدته الشركة في عام 2005 بيّن أ. محمد أن "الرقم دائماً هو الوثيقة الأصح وهو المعبر عن نفسه بنفسه، مؤكداً أن الشركة دخلت الدمج وكانت من الشركات الرابحة في وزارة الإعلام وتمتلك أرصدة بنكية جيدة ، وخرجنا من الدمج ودفعنا 3 مليون ليرة لمؤسسة الوحدة، تكبدت الشركة خسائر متواصلة بعد خروجها من الدمج رغم ذلك استمرت بالعمل، مع دخول سورية في الأزمة تقلص حجم عمل الشركة وتعرضت للعديد من الخسارات".  

وأردف أ. محمد قائلاً: "في عام 2016 بدأت تعود لنشاطها السابق وأصبحت على أبواب الربح وفي عام 2017 سددت الشركة90% من ديونها الخارجية وهذا المبلغ يعادل حوالي 60 مليون ليرة سورية من خلال ضبط النفقات والتخفيف من الهدر وايجاد منافذ بيع جديدة، وهذا دليل ربح وتعافي".

وبالانتقال إلى تجربة المعارض الريفية المتنقلة أكد مدير الشركة السورية لتوزيع المطبوعات أنها "التجربة الأولى من نوعها في الوطن العربي انطلقت في نهاية 2016 وهي تجربة للقياس وقراءة النتائج واستخلاص العبر، والهدف منها إيصال الكتاب إلى القراء في الأرياف وبأسعار مخفضة، أثبتت هذه التجربة أن الريف السوري لديه شغف بالقراءة وليس جاهلاً كما يراد ويروج له والقصد منه الرد على ثقافة الجهل والتكفير بثقافة العقل والتنوير، ولا تهدف هذه المعارض إلى الربح إنما هدفها التنوير وإيصال الوعي الثقافي، هذه المعارض كانت احتفالية أكثر منها معارض كما أن الكرم الذي يشتهر فيه الريف السوري كان حاضراً".  

وأضاف أ. محمد "الانطلاقة كانت من ريف حمص، للرد على كل من أراد أن يقول أنها بيئة حاضنة للإرهاب فهي بيئة تقرأ وتريد أن تتنور وتتطلع على كل ما هو جديد وعصري، في 2016 غطينا 25 نقطة في الأرياف السورية، أما في 2017 تلافينا بعض الأخطاء وغطينا 37 نقطة، فكان الجديد هو الذهاب إلى حلب وبعض أريافها التي حررها الجيش العربي السوري فالجيش يطهر من الارهاب جسدياً ونحن نطهر فكرياً".

وبخصوص الصعوبات والعقبات التي تواجهها الشركة أوضح مدير الشركة السورية لتوزيع المطبوعات أن هناك صعوبات ذاتية تتمثل بالكثير من الأنظمة والقوانين والعلاقات التي تعمل بها الشركة على تطويرها ، هذا من ناحية، أما الأمر المزمن والذي بحاجة إلى علاج آني هو قدم واهتراء الآليات حيث تعرضت الشركة للعديد من الاعتداءات الإرهابية  فتدمرت 9 سيارات، إضافة الى الشهداء تسرب الكثير من العاملين خصوصاً الكوادر المؤهلة.

أما بالنسبة للعقبات من الجانب الموضوعي فتتمثل بانخفاض أعداد الصحف الواردة الى سورية بسبب المقاطعة إضافة الى ارتفاع أسعار المطبوعات وتأثير الاعلام الجديد على القراءة وتداول الكتاب، رفع الحصرية عن الشركة والمنافسة من قبل القطاع الخاص، انخفاض أعداد المطبوعات الصادرة في سورية وغيرها من الأسباب.

كنظرة مستقبلية للشركة أ. محمد لفت إلى أن "الشركة يجب أن تنتقل من حالة التواجد الحالي إلى حالة الحاجة الملحة والضرورية حيث سيصبح وجودها ضرورة لإيصال الرسائل الاعلامية وربط المركز بالأطراف كما نسعى لتحديث الأنظمة الإدارية وتحديث وسائل النقل وتطوير آليات العمل من خلال فتح مكاتب جديدة وزيادة عدد نقاط البيع في المراكز والمحافظات والأرياف، أما على صعيد المشاريع نخطط ونحاول اطلاق ما يسمى book  coffeeوستكون التجربة الاولى في سورية إقامة مقاهي خاصة للقراءة لاستقطاب النخبة المثقفة اي ايجاد مكان نخبوي للقارىء السوري".

وأردف محمد: "قمنا بوضع نظام توزيع لأول مرة في تاريخ الشركة، النظام اعتمدته اللجنة الادارية في الشركة وصادق علية السيد وزير الاعلام ونسعى من خلال هذا النظام للحصول على الايزو في التوزيع.. أخيراً سنستمر في إطلاق معارض الكتاب الداخلية والخارجية ايماناً منا بأن سورية يجب أن تكون موجودة وأن لاتغيب عن المحفل الثقافي وأن تعود لدورها الريادي في الوطن العربي على المستوى الثقافي ونشر الوعي، حيثما يكون الجيش العربي السوري موجود سنكون موجودين جنباً الى جنب بالكتاب والفكر".

 

 

2017-11-22