فيلم مطر أيلول ضمن فعاليات النادي السينمائي لمؤسسة أحفاد عشتار

وزارة الإعلام

تمكن جمهور السينما في دمشق من مشاهدة فيلم مطر أيلول مساء أمس في صالة سينما الكندي ضمن عروض النادي السينمائي في مؤسسة أحفاد عشتار بالتعاون مع وزارة الثقافة مع حضور كاتب ومخرج الفيلم عبد اللطيف عبد الحميد وبطل الفيلم الفنان أيمن زيدان والفنانين قاسم ملحو وحازم زيدان.

وقال المخرج عبد الحميد  الثقافية “شعرت اليوم أثناء رؤيتي للفيلم بعد سنوات من الانقطاع عنه أنه تضمن استقراء لما جرى بعدها في بلدنا” مشيرا إلى أنه شعر بالوجع مع استذكار أعضاء فريق العمل الذين عمل معهم بحب ولا سيما أن بعضهم تعرض للاختطاف من قبل الجماعات الإرهابية وهم اليوم مجهولو المصير ومنهم من غادر للخارج.

وأضاف المخرج عبد الحميد أن دور السينما دائم ولا يتغير سواء في الحرب أو بعدها وتأتي الأفكار للإضاءة عليها في فترة معينة وكل مخرج يختار قصته من هذه الفترة ويرويها على طريقته.

بدوره قال بطل الفيلم أيمن زيدان “ما مررنا به في سورية تجربة يجب أن نتعلم منها وإلا فانها ستكون أقسى من طاقتنا على الاحتمال” مشيرا إلى أن مشاهدته للفيلم اليوم والذي تم تصويره قبل نحو تسع سنوات لم يكن أحد يتوقع في وقتها حدوث هذه الأزمة وان يكون هذا الكم من الحزن المختبىء مبينا ان جرعة الأمل في آخر الفيلم عبرت عما نحن بحاجته الآن.

وأضاف زيدان “أن هذه السنوات العجاف التي مررنا بها تركت في أرواحنا انكسارات ومشاعر مختلطة من الاحباط والخيبة والمرارة لكننا بقينا مصرين أن نرى في نهاية النفق بصيص الضوء الذي من الممكن ان يصنع الغد الأجمل” لافتا إلى أنه لم يعد أمامنا سوى الأمل والرغبة الحقيقية بأن نعود كما كنا وكانت سورية.

وعن تجربته الأولى في الكتابة والإخراج للسينما عبر فيلمه أمينة الذي انتهى من تصويره مؤخراً أوضح زيدان أن الإخراج بالنسبة له هو مشروع طارئ في حياته المهنية وليس مشروعه الأساسي حيث لم يكن ليقدم عليه لولا وجود اقتراح ما مختلف في ذهنه.

وقال زيدان “اقتربت من مشروع فيلم امينة عندما شعرت بضرورة تقديم مقولتي عبر السينما واتمنى ان تكون التجربة خاصة وحقيقية وصادقة لتشكل اضافة لعمل المخرجين السينمائيين السوريين”.

وأكد زيدان أن الجدار الثقافي هو حام للمجتمع مبينا أن هناك ضرورة اليوم للاشتغال على الفكر والثقافة من منظور مختلف عن السابق وعما هو حاصل حالياً من خلال إدراك أن العمل الثقافي هو حائط متين يمكن الاستناد عليه لحماية وطننا من خلاله لافتا إلى أنه لا يمكن مواجهة الفكر السلفي إلا بشكل متنور و بعمل مؤسساتي معرفي وحقيقي.

من جهته الفنان الشاب حازم زيدان الذي لعب دور أحد الأبناء في الفيلم وفي الفترة التي سبقت تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية قال “مشاهدتي اليوم للفيلم بعد عدة سنوات من تصويره تضمنت كما كبيرا من الحب والحميمية حيث رجعت بالذاكرة لتلك الفترة قبل أن تأخذنا هموم الحياة ومآسيها ومشاكلها وتفاصيلها المزعجة ما أعطاني شعوراً بالسعادة”.

يحكي الفيلم الذي عرض في مهرجان دمشق السينمائي عام 2010 عن رجل أرمل لديه ستة أولاد شباب أربعة منهم يحبون الغناء والعزف ويعملون كفرقة موسيقية في أحد المطاعم التراثية وتربطهم علاقات خطوبة بأربعة اخوات شابات هن بنات صديق والدهم والاخ الخامس يعمل في غسيل السيارات ويحب فتاة ثرية والأخ السادس يعمل مع والده في بيع البطيخ ويحب فتاة تسكن في حي بعيد عنهم ما يدعوه للركض كل يوم ليذهب اليها ويراها.

اما من ناحية الاسلوب الاخراجي فلجأ المخرج عبد الحميد لمزج الواقعية بالتعبيرية الرمزية في تداخل جميل بين الحلم والواقع مع اسقاطات فكرية وفلسفية من خلال شخصيات المراقبين بزيهم الأنيق ووجودهم في كل مكان من مفاصل الفيلم في اشارة لتدخلات خارجة عن الإرادة تتحكم بسير الأمور ورغم مأساوية مصير اثنين من الأبناء في النهاية إلا أن المشهد الأخير كان مليئا بالأمل والتفاؤل وأكد المخرج من خلاله أهمية التمسك بالحلم والحب مع الإصرار على تحقيقهما.

يذكر أن الفيلم نال الجائزة البرونزية في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الثامن عشر عام 2010 وجائزة أفضل موسيقا في مهرجان دبي السينمائي.

شارك في بطول الفيلم سمر سامي وجمال قبش ويامن الحجلي وميسون اسعد ومجد رياض ونوار يوسف ورنا كرم ولواء يازجي وآخرون.

2018-01-31